كتاب فصول من تاريخ المدينة المنورة

488…
إذا لم نطب في طيبةٍ عند طيبٍ ... بهِ طابتْ الدنيا فأين نطيب؟
* يخاطب هذا الشاعر نفسه وكل مسلم ويقول: إذا لم نطب قلباً ونفساً وروحاً وعملاً في طيبة بلد رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وبجوار طيبٍ (سيدنا محمد بن عبد الله نبي الله) صلى الله عليه وسلم الذي طابت به الدنيا كلها ... فأين- في أي مكان- نطب؟. لقد دمعت عيني وبكيت عند تلاوة هذا البيت لأول مرة.
* لقد طاب المقام لخادم الحرمين الشريفين في طيبةٍ عند طيبِ سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في (المدينة المنورة) ليجعل منها بلداً عالمياً مثالياً يليق بالبلد الطيب الذي شع منه نور الإسلام فغطى الدينا كلها، وتخرج منه علماء الإسلام الذين نشروا دين الله في الأرض ووضعوا أسس الحضارة الإسلامية التي انبثقت عنها كل حضارة نافعة في الغرب والشرق نراها اليوم. وتخرج منها القادة الذين نشروا العدل والإسلام في العالم كله.
* لقد طاب المقام لجلالة الملك فهد محبوب المدينة والمسلمين .. طاب له المقام في طيبة، وقدم لها كل ما يستطيع من عون، ووصف أهلها بأنهم مثاليون وأنا نرجو أن يكونوا كذلك وعند حسن ظنه بهم، وفتح باب داره العامرة العالية المبنية على شعاف قلوبهم وحبهم ... فتحها لهم وقد خف أهل المدينة ومن حولها من كل الطبقات للترحيب بجلالته وشكره والسلام عليه، ووفد إلى المدينة الكثيرون ممن غاب عنها لضروريات الحياة أنا وأخي السيد عثمان حافظ وأولادنا هشام ومحمد علي وسعود حافظ كنا ممن وفد للمدينة للشكر والترحيب والسلام، وكان يسمع من الجميع ويتحدث لهم مبتسماً متواضعاً موطأ الكنف.
* ولقد استحوذ الملك فهد على قلوب أهل المدينة كباراً وصغاراً نساءاً ورجالاً حاضرين وغائبين ورفع الجميع أكف الضراعة لله بأن يحفظه للاسلام والمسلمين وللمدينة المنورة ولبلاده، وأن يمد في عمره بالصحة والعافية والنصر والتأييد والتوفيق.
* وأنني اقتطفت فقرات مما نشرته جريدة الشرق الأوسط يوم 17 صفر سنة 1405هـ ومجلة المجلة عدد 249 لاحتوائهما على المشاريع الاسلامية التي افتتحها جلالته وعلى ما صدرت به أوامره الملكية في خدمة طيبة الطيبة وعلى بعض ما تحدث به بهذه المناسبة فأقول:…

الصفحة 488