240…
((طائفة الأطباء والصيادلة))
لم يكن بالمدينة المنورة دكتور بالمعنى المعروف وان وجد فان الاقبال عليه كان نادرا لان اهالي المدينة المنورة تعودوا الذهاب الى العطار لأخذ العلاج لأى شكوى تمر بهم، وكان العطارون الكبار منهم وأصحاب الخبرة يتناوبوا على فتح دكاكينهم ليلاً بدون أمر حكومي ولا مرتب يتقاضونه بل تطوعاً منهم ومساهمة منهم في تخفيف الآلام عن المواطنين وكانت صيدلية العطار هي العقاقير للاستشفاء. ولما استقر الأمر لحكومتنا السنية العربية السعودية جعلت من أولى اهتماماتها العناية بالصحة فأخذت في ايجاد بعض المستشفيات وبدأ بعض الأطباء يفدون الى هذه البقعة المطهرة بلد رسول الله صلى الله عليه وسلم، طمعاً في المجاورة أولا وافادة المحتاجين لخبرتهم ثانيا فأخذوا في فتح عيادات لهم بتصريح من المسئولين، وأخذ الناس يترددون عليهم تدريجيا ويصفون لهم العلاجات الطبية ان وجدت من جهة أو يصفون لهم بعض العقاقير المفيدة لحالتهم من جهة أخرى. كما ساهمت الحكومة المصرية في ذلك الوقت بايجاد أطباء وصرف بعض العلاجات للمواطنين الذين يفدون اليهم في مقرهم الرسمي مجانيا (التكية المصرية) بشارع العنبرية. لذا اصبح من الضروري وجود صيدليات طبية في المدينة المنورة فأخذ بعض رجالات العوائل التي توجد لديهم الخبرة والقدرة على القيام بهذه المهنة ويكون لديهم إلمام في اللغة الانجليزية في فتح صيدليات بأمر من الحكومة وأخذوا يوجدون فيها كل ما يحتاجه المريض من علاجات مستوردةأو مركبة محليا بأمر الطبيب. وهذه أسماء بعض رجالات الطائفتين على سبيل الذكر لا الحصر.…