كتاب صور من الحياة الاجتماعية في المدينة

245…
((الطب العربي))
لا يقوم بالتطبيب العربي الا من كان لديهم خبرة ومعرفة ودراية بالكي، والتجبير، والفصد، والتمريخ، وغير ذلك من الأمور التي لا يعرفها غيرهم، ونظرا لقلة الاطباء والمستشفيات بالمدينة وغيرها من مدن المملكة العربية السعودية فكان المرضى يلجأون بعد الله الى هؤلاء الأطباء. فيقوم الطبيب العربي بالفحص ومن ثم يحدد ما يجب عليه للمريض. ومن الطبيعي كان يوافق على ما يشير به فيقوم بالكي أو الفصد أو التمريخ بالطريقة التي يراها ويحمي المريض من أكل أو شرب عدة أشياء التي يراها تزيد من آلام المريض أو تتعارض مع ما عمله، وفي كثير من الاحوال يتم الشفاء من عند الله. أما في حالة كسر اي عضو من أعضاء جسم المريض فيذهب اليه او يستدعى الى منزل المكسور والقيام بالتجبير بالطريقة التى يراها مناسبة للمريض وفي أغلب الأحيان يقوم بالتجبير (بالطيبان) وهو عبارة عن لف الموضع المكسور بقطعة من الكرتون والأعواد تكون مناسبة لحجم العضو المكسور ومن ثم لفها بالخيط المتين من خيط (الدباره) وهي خيوط معروفة وشدها بمكر الخيط الفارغة وحبسها بطريقة معينة معروفة لديهم وتترك لمدة أيام ثم يعاود لزيارة المريض مرة أخرى للأطمئنان عليه وحل شدة الرباط قليلا وهكذا حتى يتم جبر الموضع المكسور.
هذا ولابد من حمية المريض المكسور من بعض المؤكولات التي تتعارض مع التجبير ويتم الشفاء بأمر الله. وهذه بعض رجالات الطائفة على سبيل الذكر لا الحصر: الشيخ / عوده، الشيخ / عبد العزيز الجزائري، الشيخ / عبد الرؤوف كلجي، الشيخ / محمود كلجي، الشيخ / حامد القرافي، وغيرهم. رحم الله المتوفين منهم وأدام الصحة والسعادة على الباقين.…

الصفحة 245