كتاب صور من الحياة الاجتماعية في المدينة
251…((طائفة بائعي الفصى (نوى التمر) المهروش))
نظرا لأن كل منزل من منازل المدينة المنورة لا يخلو من وجود اغنام مصرية حلوب للحصول منها على الحليب صباحا ومساء، كما كان افراد الاسرة وبالاخص الكبار منهم يهتمون بهذه الأغنام اهتماما كبيرا وخاصة من ناحية أكلها صباحا وظهرا ومساءا وبما أن الهدف الأساسي من تربية هذه الاغنام هو الحصول على البانها لذا كان العلف المدر للألبان مهم جدا وهذا النوع المختار من العلف هو نوى التمر وهي عملية ذات جذور تاريخية يرجع أصلها الى ماقبل الهجرة النبوية لذلك فان من الغذاء المهم للأغنام النوى المهروش الذي ينقع في الماء ثم يطحن بالمطحنة طحنا خشنا جدا ثم يعرض للبيع وتقدم هذه الوجبة للأغنام في المساء. لذا كان لابد من شراء هذا العلف من البائعين المختصين له واحضاره الى المنزل لوضعه في الوجبة المسائية للأغنام، والبعض يقوم ببله بالماء في أناء خاص من الصباح وفي المساء يقدم للأغنام الكبيرة منهم ليأكلوه ويشربون ماءة. وهذه المهنة يقوم بها مختصون فيها بشراء كميات النوى وأخذه للمطحنة لهروشته في مكائن خاصة بذلك ومن ثم أخذه الى محلاتهم لوضعه داخل براميل ماء وفي الفترة المسائية يصفى من الماء ويؤخذ الى مكان بيعه، ويباع بالكيل ويأخذ كل شخص حاجته منه.…
