كتاب صور من الحياة الاجتماعية في المدينة
262…((مصنوعات متعددة من كفرات السيارات البالية))
من المعروف ان المداعس لم تكن متوفرة في جميع مدن المملكة العربية السعودية وأن توفرت فهي غالية الثمن لا يستطيع ذوي الدخل المحدود شراءها. ولما كانت المدينة المنورة بلدة هجرة لكل مسلم من أي بقعة من بقاع العالم الاسلامي وكذا مكة المكرمة فقد قام الأخوة الأكراد المهاجرين بعمل العديد من احتيجات الطبقة الفقيرة محدودي الدخل وذلك مثل المداعس، والادلية لنزع الماء من البئر، وكذا الزنابيل المستعملة لدى أصحاب الحرف مثل البنائين والنواره وغيرها من الحرف التي تحتاج الى هذه الزنابيل. وجميع هذه المصنوعات تصنع من كفرات السيارات البالية بحيث تنزع طبقات الكفر من بعضها بطريقة معينة معروفة لديهم ومن ثم تفصل حسب الحاجة اليها ثم تسمر بالمسامير أو الخياطة بالخيوط المشمعة والمخيط (الابرة الكبيرة) وتباع بأقيام رمزية بالنسبة لغيرها. وهذه الحرفة لم يبق لها وجود في وقتنا الحاضر لعدم الحاجة اليها ووجود البدائل عنها. أما ما كان يصنع منها فهو الأحذية بأنواع مختلفة والتواسيم وهي على شكل القبقاب لاستخدامها في الحمامات وداخل المنزل ولا صوت لدعسها ومفردها تاسومه وكذا الدلاء بأنواعها دلو البئر العادي ودلو السواني وكل المنازل كانت تحتاج للدلاء لأن بكل منزل بئر هذا الى جانب صناعة زنابيل أو قفف أصحاب الحرف مثل البناؤون والنوارة والنجارة وغيرهم وهذه الصناعة قوية جدا ولا تبلى الا بعد عمر طويل من الاستهلاك.…
