كتاب صور من الحياة الاجتماعية في المدينة

268…
((الشيخ عاشور وعشة الماء))
كان يوجد أمام سوق الفلتيه في سوق حراج الخضرة قديما وتحت ظل شجرة النبق (السدرة) عشة مصنوعة من الخشب والجريد وبداخلها أزيار كبيره مصنوعة من الفخار وهذه الأزيار تملأ ماءا وتبخر بالمستكله والقفل لاعطاء الماء طعماً ونكهة طيبة. كما يوجد داخل العشة وعلى جوانبها العلوية أرفف يوضع عليها شراب الماء (جرار). وصاحب هذه العشة يسمى (الشيخ عاشور) وهو يقف من بعد صلاة الفجر يلبى طلبات زبائنه من أصحاب الدكاكين والبسطات والمتجولين من المياه المبردة تبريدا طبيعيا ويأخذ كل منهم حاجته بمغاريف مصنوعة من الصفيح يصنعها له السمكري وبأحجام مختلفة ولكل حجم ثمن معين معروف لدى الجميع وهي لا تتعدى القرش. ويستمر في هذا العمل حتىقبيل المغرب حيث يقوم بملء الأزيار والشراب بالماء بعد تبخيرهاوتغطيتها بقطع من القماش النظيف وتهيئتها لليوم التالي.…

الصفحة 268