كتاب الغريبين في القرآن والحديث (اسم الجزء: 3)

(شمل)
في الحديث (نهى عن اشتمال الصماء) قال الأصمعي: هو أن يشتمل بالثوب حتى يجلل جسده لا يرفع منه جانبًا فيكون فيه فرجة تخرج منها يده.
وقال أبو عبيد: أما تفسير الفقهاء: فهو أن يشتمل بثوب واحد ليس عليه غيره ثم يرفعه من أحد جانبيه فيضعفه على منكبيه، وقال الشيخ: من فسره هذا التفسير ذهب به إلى كراهية ألتشف وإبداء العورة، ومن فسره تفسير أهل اللغة فإنه كره أن يتذيل به شاملًا جسده مخافة أن يدفع فيها إلى حالة سادة لتنفسه فيهلك.
وفي دعائه - صلى الله عليه وسلم - / (أسألك رحمة تجمع بها شملي). الشمل: الاجتماع. [131/أ] وفي الحديث (يعطي صاحب القرآن الخلد بيمينه، والمالك بشماله) لم يرد أن شيئًا يوضع في يده وإنما أراد أن الملك والخلد يجعلان له ومن جعل شيء له ملكًا فقد جعل في يده، ويقال: هو في يدك وكفك وقبضتك أي استوليت عليه.
ومنه قوله تعالى: {بيدك الخير إنك على كل شيء قدير}

الصفحة 1033