كتاب الغريبين في القرآن والحديث (اسم الجزء: 3)

/ قال الشيخ: الشهور: العلماء ها هنا الواحد شهر [137/ ب]

(شهق)
وقوله تعالى: {لهم فيها زفير وشهيق} روي عن الربيع أنه قال: الشهيق: في الصدر، والزفير في الحلق، وقال ابن السكيت: كل شيء ارتفع وطال فقد شهق، ومنه يقال شهق يشهق إذا تنفس تنفسًا عاليًا ومنه الجبل الشاهق، وقال غيره: الشهيق من أصوات المعذبين، وهو آخر نهيق الحمار شبه أصوات المعذبين به.

(شها)
قوله تعالى: {وحيل بينهم وبين ما يشتهون} قال السدي: يشتهون الإيمان، وقيل: يشتهون الرجوع إلى الدنيا ألا ترى أنه يقول: {يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا} ويقال له: حجرًا محجورًا.
في الحديث: (إن أخوف ما أخاف عليكم الرياء والشهوة الخفية) قال أبو عبيد: ذهب بها بعض الناس إلى شهوة النساء وهو عندي ليس بمخصوص، ولكنه كل شيء من المعاصي يضمره صاحبه ويصر عليه، وإنما هو من الإصرار وإن لم يعلمه، وقال غيره: هو أن يرى جارية حسناء فيغض طرفه ثم ينظر بقلبه كما ينظر بعينه، وقيل: هو أن ينظر إلى ذات محرم حناء، وقال الأزهري: القول: ما قال أبو عبيد غير أني استحسن أن أنصب قوله: (والشهوة الخفية) وأجعل الواو بمعنى مع كأنه قال: (أخوف ما أخاف عليكم الربا مع الشهوة الخفية للمعاصي) فكأنه يرائي/ الناس لتركه المعاصي [138/ أ].

الصفحة 1049