كتاب الغريبين في القرآن والحديث (اسم الجزء: 4)

وقوله: {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا}، وقوله: {اصبروا} أي اثبتوا على دينكم} وصابروا} أي صابروا أعدائكم في الجهاد. وقوله تعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة} أي بالثبات على ما أنتم عليه من الإيمان (شهر الصبر) شهر الصوم لصبر الصائمين أنفسهم عن الطعام والشراب، والتمتع.
ومنه قوله تعالى: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم} وقيل في قوله: {واستعينوا بالصبر} أي بالصوم.
وقوله: {لكل صار شكور} أي كثير الصبر على ما أمر الله، كثير الصبر عن معاصيه، وبه تعبد الله خلقه.
وقوله: {فما أصبرهم على النار} قيل: معناه فما أجرأهم.
وقيل: ما أبقاهم في النار كما تقول: ما أصبره على الحبس وقيل: معناه ما الذي صبرهم على النار وقال أبو العباس: الصبر ثلاثة أشياء الحبس والإكراه والجرأة، ويقال: أصبره الحاكم على اليمين أي أكرهه على يمين صبر.
وفي الحديث: (نهى عن قتل شيء من الدواب صبرًا) قال أبو عبيد: هو أن يحبس من ذوات الروح شيء حيًا ثم يرمى حتى يقتل.
ومنه الحديث: (في الذي أمك رجلًا وقتله آخر فقال: اقتلوا القاتل واصبروا الصابر) يعني احبسوا الذي حبسه للموت حتى يموت كفعله به، ومنه يقال للرجل يقدم فيضرب عنقه قتل صبرًا أي محبوسًا ممسكًا على القتل، وكل من حبسته لقتل أو يمين فهو قتل صبر ويمين صبر.

الصفحة 1060