كتاب الغريبين في القرآن والحديث (اسم الجزء: 4)

يعني بالعناية ههنا الحفظ، أي لقد حفظ الله دينك وأمرك حتى خلصك، وحفظه عليك يقال: عنيت بأمرك، فأنا معني بك، وعنيت بأمرك أيضا فأنا عان.
وفي حديث علي رضي الله عنه: (كان يحرض أصحابه يوم صفين وهو يقول: استشعروا الخشية وعنوا بالأصوات) قال القتيبي: إن كان هذا محفوظا فهو معنى صحيح أراد حبسوها وأخفوها، نهاهم عن اللغط والمتعنية/ الحبس، ومنه قيل للأسير: عان.
وفي حديث الشعبي: (لأن أتعنى بعنية أحب إلى من أن أقول في مسألة برأيي) العنية: أخلاط تنعع في أبوال الإبل ثم تطلي بها الإبل من الحرب، ويقال للرجل إذا كان جيد الرأي عنية تشفى الحرب سميت عنية لطول الحبس.

باب العين مع الواو
(عوج)
قوله عز وجل: {تبغونها عوجا} العوج فيما لا شخص له يقال في الدين، والأمر عوج، وفي الحائط عوج، وفي الشجر بفتح العين.
ومنه قوله تعالى: {يتبعون الداعي لا عوج له} أي لا يقدرون أن يعوجوا عن دعائه.
وفي حديث إسماعيل عليه السلام: (هل أنتم عائجون؟ ) أي مقيمون يقال عاج بالمكان وعوج قال الشاعر:
هل أنتم عائجون بنا لغنا نرى ... العرصات أو أثر الخيام

الصفحة 1339