كتاب الغريبين في القرآن والحديث (اسم الجزء: 4)

ومنه قول كعب: (وددت أن هذا اللبن يعود قطرانا) أي يصير وفي حديث شريح: (إن القضاء جمر فادفع الجمر عنك بعودين) قال القتيبي: أراد بالعودين الشاهدين يريد توق النار بهما واجعلهما جنتك، وقال غيره: أراد توق في الحكم واجتهد فيما يدرأ عنك النار ما استطعت كما تقول فلان يقاتل برمحين ويضارب بسيفين.
وفي الحديث: (إن الله تعالى يحب الرجل القوي المبدئ المعيد على الفرس المبدء المعيد) قال أبو عبيد: هو الذي أبدأ في غزوة وأعاد أي غزا غزوة بعد غزوة وجرب الأمور وأعاد/ فيها، يقال: والفرس المبدء المعيد هو الذي ريض وأدب فالفارس يصرفه كيف شاء لا يمنعه ركابه ولا يحتج عليه، وقيل: هو الذي غزا عليه صاحبه مرة بعد أخرى، وهو كقولهم: ليل نائم وستر كاتم، وقال شمر: رجل معبد حاذق.
وفي الحديث: أنه دخل على جابر قال: (فعمدت إلى عنزي لأبحها فثغت فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تقطع درا ولا نسلا فقلت: إنما هي عودة علفتها البلح والرطب) فسمنت قال ابن الأعرابي: عود الرجل إذا أسن قال: ولا يقال عود إلا لبعير أو شاة ويقال: للشاة: عودة. قال الأصمعي: يقال حمل: عود وناقة عودة مثل هر وهررة.
وفي بعض الأخبار: (الزموا تقوى الله واستعيدوها) أي اعتادوها ويقال للشجاع بطل معاود والعوادن منبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وعصاه.

(عوذ)
قوله: {معاذ الله} أي أعوذ بالله يقال: عذت عياذا ومعاذا وعوذا أي

الصفحة 1341