كتاب الغريبين في القرآن والحديث (اسم الجزء: 4)

وفي الحديث (عليكم بالأبكار فإنهن أغر غرة) يحتمل أن يكون من غرة البياض وصفاء اللون وذلك لأن الأيمة والتعنيس يحبلان اللون ويحتمل أن يكون من حسن الخلق والعشرة ويؤيد ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -:
(عليكم بالأبكار فإنهن أغر أخلاقا) يريد أنهن أبعد من فطنة الشر ومعرفته.
وفي حديث عائشة رضي الله عنها تصف أباها رضي الله عنه قالت: (رد نشر الإسلام على غره) أي على طيه وكسره، يقال: اطو هذا الثوب على غره الأول وعلى اخناثه وخناثه أي على كسره، والغرور مكاسر الجلد عنت عائشة رضي الله عنها تدبيره أمر الردة ومقابلة دائها بدوائها.
وفي الحديث (إن الله يقبل توبة عبده ما لم يغرغر) أي ما لم تبلغ روحه حلقومه فيكون منه بمنزلة الشيء الذي يتغرغر به، ويقال لذلك الشيء الغرور. وذكر الزهري قوما أبادهم الله فجعل فيهم الأراك ودجاجهم الغرغر والغرر دجاج الحبش تكون مصنة لتغذيتها بالعذرة.

(غرز)
في الحديث (أنه - صلى الله عليه وسلم - حمى غرز النقيع لخيل المسلمين) يقال: الغرز ضرب من الثمام لا ورق له والنقيع: موضع حماه عمر لنعم الفيء- بالنون- وقال الأزهري: الغرز نبت رأيته بالبادية ينبت في سهولة الأرض.
ومنه حديث عمر رضي الله عنه (ورأى في المجاعة روثا فيه شعير، فقال: لئن عشت لأجعلن له من غرز النقيع ما يغنيه عن قوت المسلمين) قوله يغنيه أي يكفيه.

الصفحة 1368