كتاب الغريبين في القرآن والحديث (اسم الجزء: 5)

قال الشيخ: ومنه قول عمرو بن معدى كرب وقال له بعض الناس: لأخرطنك فقال: (كلا إنها لعزوم مفزعة) أي: صحيحة تنزل بها الأفزاع. فتجليها ومن جعل جبانا، أراد يفزع من كل شيء.
قال الفراء: وهذا مثل قولهم رجل مغلب أي: غالب ومغلب أي: مغلوب وقال غيره: ويكون المفزع الذي كشف الفزع عنه، يقال: فزع يفزع إذا ذعر وفزع إذا أغاث الفزع وهو المستغيث.
وفي الحديث: (لقد فزع أهل المدينة فركب النبي - صلى الله عليه وسلم - فرسا لأبي طلحة) يريد: استغاثوا، قال كلحبة اليبوعي:
فقلت لكأس ألجميها فإنما ... حللنا الكثيب من زرود لأفزعا
أي: لنغيث مفزع إذا استغاث وفزع إذا أغاث.
وفي الحديث: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نام ففزع وهو يضحك) أي: هب من نومه، يقال: فزع فلانا بالشيء إذا ارتاع به وفزع لفلان إذا أغاثه.
وفي الحديث أنه قال للأنصار: (إنكم تكثرون عند الفزع وتقلون عند الطمع) وقوله: (عند الفزع) أي: عند الإغاثة والإنجاد وقال سلامة (في الفزع): بمعنى المستغيث:
كنا إذا ما أتانا صارخ فزع ... كان الصراخ له فزع الظنابيب
يقول: إذا ما أتانا مستغيث كانت إغاثته منا الجد في نصرته، يقال: فزع

الصفحة 1446