كتاب الغريبين في القرآن والحديث (اسم الجزء: 5)

وفي حديث أنس: (قال لفلان كنت معه في يوم مطير والأرض فضفاض) يريد كثرة المطر يقال: الحوض ملآن يتفضفض وثوب فضفاض واسه وبدن فضفاض: كثير اللحم.
وفي حديث العباس (أنه قال لرسول الله إني أمتدحك فقال: لا يفضض الله فاك) أي: لا يسقط الله أسنانك، وأقام الفم مقام الأسنان يقال: سقط فوه فلم يبق له حاكة، ومنه يقال: فضضت الخاتم عن الكتاب وفككته أي: كسرته.
وفي حديث خالد بن الوليد: (الحمد لله الذي فض خدمتكم) أي: فرق جمعكم والخدمة: الخلخال.
وفي الحديث: (لو أن أحدا انفض مما صنع بابن عفان- رضي الله عنه- لحق له أن ينفض) قال شمر: أي: ينقطع وقد انفضت أوصاله أي: تفرقت قال ذو الرمة: تكاد تنفض منهن الحيازيم، ويروى تنقض بالقاف.
وفي حديث غزوة هوازن (فجاء رجل بنطفة في إداوة فافتضها) أي: صبها: يقال: فضى الماء وافتضه أي: صبه والفضيض: الماء السائل.
وفي الحديث: (كانت المرأة إذا توفي عنها زوجها دخلت حفشا ولبست شر ثيابها حتى تمر بها سنة ثم تؤتي بدابة: شاة أو طير فتفش فقلما تفتض بشيء إلا مات).
قال القتيبي: سألت الحجازيين عن الافتضاض فذكروا أن المعتدة كانت لا تغتسل ولا تمس ماء ولا تقلم ظفرا ثم تخرج بعد الحول بأقبح منظر ثم تفتض أي: تكسر ما هي فيه من العدة بطائر تمسح به قبلها وتنبذه فلا يكاد يعيش.

الصفحة 1456