كتاب الغريبين في القرآن والحديث (اسم الجزء: 5)

وقوله: {يتيما ذا مقربة} أي ذا قرابة يقال: هو ذا قرابتي وذو مقربتي، وقل ما يقال فلان قرابتي.
وقوله تعالى: {كلا لا تطعه واسجد واقترب} قيل: اسجد يا محمد، واقترب يا أبا جهل منه؛ أي إن اقتربت أخذت، وهذا وعيد وذلك أن أبا جهل كان ينهاه عن السجود، وهو قوله: {أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى} وقال: لأطأن عنقه فلما دنا منه رأى نحلا فاغرا فاه فنكص راجعا.
وقوله: {لا تقربوا الصلاة} يقال: قربه يقربه فعل واقع فأما قرب يقرب فهو لازم وقرب الماء يقربه.
قوله تعالى: {قربات عند الله} جمع قربة، وهو ما يتقرب به إلى الله عز وجل.
وفي الحديث: (ولكل عشرة من السرايا ما يحمل القراب من التمر) أراد قراب السيف الذي يوضع فيه بغمده، وهو شبه جراب يطرح الرجل فيه زاده إذا كان راكبا من تمر وغيره.
وفي الحديث: (إن لقيتني بقراب الأرض خطيئة) أي بما يقاربها ملأها.
وفي المولد: (فخرج عبد الله ذات يوم متقربا متخصرا بالبطحاء) معنى قوله (متقربا) واضعا يده على قربه أي خاصرته، وهو يمشي، قال: أبو سعيد: يقول الرجل لصاحبه إذا استحثه تقرب تقرب يريد اعجل وأنشد:

الصفحة 1519