كتاب الغريبين في القرآن والحديث (اسم الجزء: 5)

ومثله قوله تعالى: {حتى توارت بالحجاب} وقيل: إنه أراد الحسن والحسين رضي الله عنهما.
قوله تعالى: {وما كنا مقرنين} أي مقتدرين عليه، ويقال: أقرن له الأمر إذ قوي عليه، من قولهم: فلان قرن فلان، إذا كان له من القوة مثل ما له.
وقوله تعالى: (أو جاء معه الملائكة مقترنين} أي يتلو بعضهم بعضا.
وفي الحديث: (إن الشمس تطلع بين قرني الشيطان) يقال قرناه ناحيتا رأسه، وقال إبراهيم الحربي: هذا مثل، يقول: حينئذ يتحرك الشيطان فيتسلط فيكون كالمعين لها، وقيل: معنى القرن القوة أي يطلع حين قوة الشيطان، والقرون حصون ولذلك قيل لها صياصي.
وفي حديث خباب: (هذا قرن قد طلع) أي بدعة حدثت لم تكن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال بعضهم: أراد بالقرن قوم أحداث نبغوا، بعد أن لم يكونوا، يعني القصاص.
وكذلك الحديث: (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم) مثل، وليس معناه أن يدخل في جوفه.
وفي الحديث: (الضالة إذا كتمها آخذها قال: ففيها قرينتها مثلها) قال أبو عبيد: معناه الرجل يجد ضالة من الحيوان فيكتمها ولا ينشدها حتى توجد عنده فإن صاحبها يأخذها، ويأخذ أيضا مثلها منه، وهذا على جهة التأديب حين لم يعرفها.

الصفحة 1535