كتاب الغريبين في القرآن والحديث (اسم الجزء: 1)

قال: يقال: رجل أجذم، ومجذوم إذا تهافتت أطرافه من الجذام، قال ابن الأنباري: القول ما قاله أبو عبيد وله حجج إحداها حديث علي رضي الله عنه، والثانية أن العقاب لو كان لا يقع إلا بالجارحة التي باشرت المعصية، لما عوقب الزاني بالنار في الآخرة، والرجم والجلد في الدنيا ومعنى قوله: (لقي الله وهو أجذم) أي أجذم الحجة لا لسان له يتكلم، ولا حجة في يده، وقول علي رضي الله عنه (لا يد له) أي لا حجة له واليد يراد بها الحجة، ألا ترى أن الصحيح اليد والرجل يقول لصاحبه: قطعت يدي ورجلي: أي أذهبت حجتي، وتقول: مالى بهذا الأمر يدان: أي مالي به تمسك وثبات.
وفي الحديث: (إن الناس يحشرون غرلا بهما لا عاهة بهم).

(جذو)
قوله/ تعالى: {أو جذوة من النار} وهي الخشبة يشعل فيها النار، يقال جذوة، وجذوة، وجذوة.
وفي الحديث (مثل المنافق مثل الأرزة المجذية).
يقال: جذت تجذو، وأجذت تجذي: إذا انتصبت، واستقامت.
وأراد بالمجذية الثابتة، واجذوذت، تجذوذي: بمعنى جذت والإجذاء في هذا الحديث لازم، وفي حديث ابن عباس متعد، وهو قوله: (مر بقوم يجذون حجرا) ويروى (يتجاذون مهراسا) والإجذاء: إشالة الحجر العظيم، ليعرف به شدة الرجل.

الصفحة 327