كتاب الغريبين في القرآن والحديث (اسم الجزء: 1)

(جلا)
قوله: {لا يجليها وقتها إلا هو} أي لا يظهرها إلا الله ومنه يقال: وقفت على جلية الخبر: أي على حقيقته.
وقوله تعالى: {ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء} يعني عن منازلهم، يقال: جلا عن وطنه، وأجلى وجلى، بمعنى واحد.
وقوله: {فلما تجلى به للجبل} أي ظهر وبان.
ومنه قوله: {والنهار إذا تجلى}
وقوله: {والنهار إذا جلاها} أي جلى الشمس؛ لأنها تبين إذا انبسط النهار.
وقيل: إذا جلى الظلمة عن الدنيا، وإن لم يذك الظلمة، وهم يفعلون ذلك يكنون عن غير المذكور، يقولون إنها اليوم لباردة، يعنون الغداه.
وفي الحديث: (إنكم تبايعون محمدًا على أن تحاربوا العرب والعجم مجلية) أي حربًا مخرجة عن الدار والمال، والعرب تقول: اختاروا، فإما حرب مجلية وإما سلم مخزية، أي إما حرب ودمار وخروج عن الدار، وإما صلح وقرار على صغار وفي خطبة الحجاج:
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا ... متى أضع العمامة تعرفوني
قال ابن الأعرابي: يقال للسيد: ابن جلا.
وقال القتيبي: قال سيبويه: جلا: فعل ماض، كأنه بمعنى: أبي الذي جلا أي أوضح وكشف.

الصفحة 360