كتاب الغريبين في القرآن والحديث (اسم الجزء: 1)

(جمع)
قوله تعالى: {فأجمعوا أمركم وشركاءكم} قال ابن عرفة: يقال: أجمع أمره، وأجمع عليه وعزم عليه، بمعنى واحد.
وقال أبو الهيثم: يقال: أجمع أمره: أي جعله جميعًا بعدما كان متفرقًا.
قال الأزهري: أراد: اجتمعوا على أمركم.
قال: ونصب قوله: {وشركاءكم} على معنيين: أحدهما: إضمار فعل: أي: وادعوا شركاءكم، والثاني: أن الواو بمعنى: مع، أي أجمعوا أمركم مع شركاءكم على أمركم كما يقال: لو تركت الناقة وفصيلها لرضعها، أي مع فصيلها.
وقوله تعالى: {وتنذر يوم الجمع} يعني يوم القيامة.
وقوله تعالى: {وإذا كانوا معه على أمر جامع} أي ما جمعتهم عليه شريعة الإسلام من جمعة وغيرها.
وقوله: {نحن جميع منتصر} أدلوا بقوة وجمع ينتصر بمثلها من العدو، فأعلمهم الله أنه يهلكهم من الجهة التي يقدرون الغلبة بها.
وفي الحديث: {أوتيت جوامع الكلم} يعني القرآن، جمع الله بلطفه في الألفاظ اليسيرة منه معاني كثيرة.

الصفحة 365