كتاب الغريبين في القرآن والحديث (اسم الجزء: 1)

قال ابن عرفة: وهذا كلام العرب إذا أرادوا اليأس من الشيء مثلوه كما قال النابغة:
فإنك سوف تعقل أو تناهي .... إذا ما شبت أو شاب الغراب
في أشباه لهذا كثيرة
وفي حديث الملاعنة: (إن جاءت به أورق جعدًا جماليا) الجمالي: الضخم الأعضاء التام الأوصال، وناقة جمالية: شبهت بالجمل، عظمًا وبدانة.
وفي الحديث: (لعن الله اليهود، حرمت عليهم الشحوم فجملوها وباعوها وأكلوا أثمانها) وقوله: (جملوها) أي أذابوها، والجميل عند العرب والصهارة: ما أذيب من الشحم، والحم: ما أذيب من الإلية.
وفي حديث عاصم بن أبي البخود: (لقد أدركت أقوامًا كانوا يتخذون هذا الليل جملًا يشربون النبيذ، ويلبسون المعصفر منهم زر بن حبيش، وأبو وائل) يقال للرجل إذا سرى ليلته جمعاء، أو أحياها بالصلاة: اتخذ الليل جملًا.

(جمم)
قوله: {حبا جما} أي كثيًرا، ومنه: جمة الماء، اجتماعه في البئر.

الصفحة 368