كتاب الغريبين في القرآن والحديث (اسم الجزء: 1)

قوله: {في أثره} أي في أجله وسمي الأجل أثرًا؛ لأنه يتبع العمر. قال كعب بن زهير:
يسعى الفتى لأمور ليس يدركها .... والنفس واحدة والهم منتشر
والمرء ما عاش ممدود له أمل .... لا ينتهي العمر حتى ينتهي الأثر
وقوله تعالى: {ونكتب ما قدموا وآثارهم} أي ما قدموه من الأعمال، وسنوه بعدهم من السنن، / فعمل بها.

(أث ل)
وفي الحديث (غير متأثل مالًا) أي غير جامع. وكل شيء له أصل قديم، أو جمع حتى يصير له أصل فهو مؤثل. ومجد مؤثل. وأثلة الشيء: أصله.

(أث م)
قوله تعالى: {والإثم والبغي} قال الفراء: الإثم: ما دون الحد. والبغي: الاستطالة على الناس. أي: وحرم الإثم والبغي.
وقيل: الإثم: الخمر، والبغي: الفساد. وقال:
شربت الإثم حتى ضل عقلي .... كذاك الإثم تذهب بالعقول
وقوله تعالى: {لا لغو فيها ولا تأثيم} أي لا مأثم فيها ولا سكر، بل هي مباحة، وليست كشراب الدنيا، مؤثمًا مسكرًا.

الصفحة 46