كتاب الغريبين في القرآن والحديث (اسم الجزء: 1)

ومثله قوله تعالى: {علمت نفس ما قدمت وأخرت}.
وقوله تعالى: {ولدار الآخرة خير} قال الأزهري: أراد به: ولدار الحال الآخرة خير؛ لأن الناس حالين: حال الدنيا، وحال الآخرة. ومثله (صلاة الأولى) أي صلاة الفريضة الأولى.
وفي حديث أبي برزة قال: (لما كان بأخرة) يقال: لقيت فلانًا بأخرة، بفتح الخاء: إذا لقيته إخريًا، وبعت الشيء بأخره، بكسر الخاء، أي بنظرة.

(أخ و)
قوله تعالى: {إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين} قال ابن عرفة: الأخوة إذا كانت في غير الولادة كانت المشاكلة والاجتماع في الفعل، كما تقول: هذا الثوب أخو هذا الثوب: أي يشبهه.
ومنه قوله تعالى: {وما نريهم من آية إلا وهي أكبر من أختها} أي من التي تشبهها.
وقوله تعالى: {يا أخت هارون} أي يا شبيهة هارون في الزهد والصلاح وكان رجلًا صالحًا زاهدًا عظيم الذكر في زمانه. وقيل: كان لمريم أخ يقال له هارون.
وقوله: {وإلى عاد أخاهم هودًا} جعله أخاهم؛ لأنه وإياهم ينتسبون إلى

الصفحة 54