كتاب الغريبين في القرآن والحديث (اسم الجزء: 2)

قوله: {ويدرأ عنها العذاب} أي يدفع عنها الحد.
ومنه الحديث: (ادرؤوا الحدود بالشبهات).
وقوله: {فادارأتم} أي تدارأتم وتدافعتم يعني اختلافهم في القتيل، وذلك أن كل فريق كان يدفع القتل عن نفسه، يقال: درأته إذا دافعته- مهموز وداريته- بالياء- إذا لاينته، ودريته إذا خلته.
وفي الحديث: (كان لا يداري ولا يماري) أي لا يشاغب ولا يخالف على صاحبه.
وفي حديث الشعبي في المختلعة: (قال إذا كان الدرء من قبلها فلا بأس أن يأخذ منها) يعني بالدرء النشوز والاعوجاج والخلاف.
وفي الحديث: (اللهم إني أدرأ بك في صدور أعدائي) أي أدفعك في صدورهم لتكفيني شرهم.
وفي حديث القبائل قال فلان لأبي بكر: (صادف درء السيل درءًا يدفعه يهيضه حينًا وحينًا يصدعه). / [224/ ب]
سمعت الأزهري يقول: يقال للسيل إذا أتاك من حيث لا تحتسبه: سيل درء أي يدفع هذا ذاك وذاك هذا قال: والدرء: شبه العتب في الجبل ويهيضه تكسره وتصدعه وتشققه.

الصفحة 627