كتاب الغريبين في القرآن والحديث (اسم الجزء: 2)

المؤمنين} أي يلينون لهم، } أعزة على الكافرين} أي يعادونهم ويغالبونهم يقال: عزه إذا غلبه.
وقوله: {وذلة في الحياة الدنيا} يقال: هي أخذ الجزية منهم ويقال: هي ما أمروا به من ظلمهم أنفسهم.
وقوله: {واخفض لهما جناح الذل من الرحمة} وقرئ: (الذل) والذل: ضد العز، والذل: ضد الصعوبة وهو الانقياد.
ومنه قوله عز وجل: {ولم يكن له ولي من الذل} أي لم يتخذ وليًا يخالفه ويعاونه، الذلة كانت به وكانت العرب يحالف بعضهم بعضًا يلتمسون ب 1 لك العز والمنعة، فنفى ذلك عن نفسه جل وعلا: {وذللت قطوفها تذليلًا} قال مجاهد: إن قام ارتفع إليه وإن قعد تدلي إليه القطف، وقال أبو بكر: (ذللت قطوفها) أي أصلحت وقربت، قال امرؤ القيس:
9*وساق كأنبوب السقي المذلل*
وقال ابن عرفة: (ذللت قطوفها) أي أمكنت فلا تمتنع على طالب، يقال: لكل مطيع غير ممتنع: ذليل ومن غير الناس: ذلول.
ومنه الحديث: (رب عذق مذلل لأبي الدحداح) وقال الزهري: تذليل العذوق: أنها إذا خرجت من (كوافيرها) التي تغطيها/ عند انشقاقها عنها تعمد [245/ أ] الآبر فيمسها ويسيرها حتى يدليها خارجة من بين ظهراني الجريد والسلاء فيسهل قطافها عند إيناعها.

الصفحة 681