كتاب بحوث في تاريخ السنة المشرفة

وإضافة إلى ذكر خليفة نسب الرجل فإنه يذكر كنيته ويحدد المكان الذي عاش فيه بصورة دائمية أو مؤقتة فيذكر رحلته في الأمصار وكذلك يهتم بتسجيل سني الوفيات، وهو في تراجم الصحابة يذكر للصحابي حديثا مما رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم مما له أهمية في التعريف بالصحابي حديثا أن الرواية مباشرة عن النبي صلى الله عليه وسلم هي إحدى وسائل معرفة الصحابة وتمييزهم1 وقلما يسمي شيوخ وتلاميذ صاحب الترجمة، ولا يذكر تفاصيل عن حياة الرجال وأخبارهم، كذلك لا يسعمل عبارات الجرح والتعديل.
كذلك وصل إلينا كتاب "الطبقات"2 لمسلم بن الحجاج القشيري، وقد اقتصر فيه على الصحابة والتابعين، ولم يترجم لهم بل اقتصر على تجريد أسمائهم3. وقد خلط الكنى والأسماء، وبدأ بالصحابة فرتبهم على المدن فبدأ باهل المدينة ثم مكة فالكوفة فالبصرة فالشام فمصر فاليمن، ثم أهل مدن شتي. ثم ذكر النساء على المدن أيضا، ثم انتقل إلى طبقة التابعين فرتبهم على طبقاتهم وأزمانهم وبلدانهم. وبلغ بطبقات التابعين من أهل البصرة ثلاث طبقات. لكن سزكين ذكر أنه يتناول "معاصري الرسول صلى الله عليه وسلم الذين رأوه، ورووا عنه، والذين شاهدوه فقط ولكنهم لم يرووا عنه"4. وبذلك يتبين نقصان النسخة التي اطلع عليها أو أنه وهم.
وكتاب "طبقات الأسماء المفردة من الصحابة والتابعين وأصحاب الحديث"5 لأبي بكر أحمد بن هارون البرذعي البرديجي "ت301هـ" ويذكر فيه
__________
1 العسقلاني: إصابة 1/ 6.
2 توجد منه نسخة في تركيا مكتبة أحمد الثالث 624 عدد أوراقها 19 ورقة حجم 19×26سم "انظر: لطفي عبد البديع: فهرست المخطوطات المصورة "التأريخ" 1/ 210". وقد اطلعت عليها وهي كاملة.
3 السخاوي: الإعلان بالتوبيخ، 648.
4 سزكين تاريخ التراث العربي، ص369.
5 توجد منه نسخة في تركيا كوبريلي 1152، وتوجد نسخة في دار الكتب الظاهرية، ص203.
"انظر بروكلمان: تأريخ الأدب العربي 3/ 221". وقد أطلعت على نسخة الظاهرية وتقع في 17 ورقة ذات وجهين.

الصفحة 81