كتاب جمهرة أنساب العرب لابن حزم (اسم الجزء: 1)

قال على: وكل هذا يبطل ما روى عن بعض الفقهاء من كراهية الرفع في النسب إلى الآباء من أهل الجاهلية؛ لأن هؤلاء الذين ذكر النبي صلى الله عليه وسلم آباء جاهليون.
وقد قال عليه السلام: أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب
حدثنا محمد بن سعيد بن نبات: ناعبد الله بن نصر: ناقاسم بن أصبغ:
نامحمد بن وضّاح: ناموسى بن معاوية: ناوكيع: ناهشام بن عروة، عن أبيه، قال: قال عمر بن الخطّاب: «تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم» .
وكان أبو بكر الصديق- رضي الله عنه- وأبو الجهم بن حذيفة العدوى، وجبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف، من أعلم الناس بالأنساب.
وكان عمر، وعثمان، وعلىّ، به علماء، رضي الله عنهم. وإنما ذكرنا أبا بكر، وأبا الجهم بن حذيفة، وجبيرا قبلهم، لشدة رسوخهم في العلم بجميع أنساب العرب. وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، حسان بن ثابت رضي الله عنه، أن يأخذ ما يحتاج إليه من علم نسب قريش عن أبي بكر الصديق- رضي الله عنه- وهذا يكذب قول من نسب إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أن النسب علم لا ينفع، وجهل لا يضر؛ لأن هذا القول لا يصحّ، وكل ما ذكرنا صحيح مشهور منقول بالأسانيد الثابتة، يعلمها من له أقل علم بالحديث.
وما فرض عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب- رضي الله عنهم- الديوان، إذ فرضوه، إلا على القبائل؛ ولولا علمهم بالنسب، ما أمكنهم ذلك. فبطل كل قول خالف ما ذكرناه.
وكان سعيد بن المسيّب، وابنه محمد بن سعيد، والزّهرىّ، من أعلم الناس بالأنساب، في جماعة من أهل الفضل والفقه والإمامة، كمحمد بن إدريس الشافعي، وأبى عبيد القاسم بن سلام، وغيرهما.
ومات بقرطبة سنة 422 محمد بن عبيد الله بن عبد الله بن عبد الله بن مروان ابن عبد الله بن مسلمة بن عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان

الصفحة 5