كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 40)

وأما حديث أم هانئ فقد اختلف على سماك بن حرب فيه، وسماك بن حرب ليس ممن يعتمد عليه إذا انفرد بالحديث، لأنه كان يقبل التلقين.
وأما حديث جعدة فإنه لم يسمعه من أم هانئ، ذكره عن أبي صالح، عن أم هانئ، وأَبو صالح هذا اسمه: باذان، وقيل: باذام، وهو ضعيف الحديث، وهو مولى أم هانئ، وهو الذي يروي عنه الكلبي، وقال ابن عُيينة، عن محمد بن قيس، عن حبيب بن أبي ثابت، قال: كنا نسمي أبا صالح دروزن، وهو بالفارسية كذاب، إلا أن يحيى بن سعيد لم يتركه، وقد حدث عن إسماعيل بن أبي خالد عنه، وقد روي أنه قال في مرضه: كل شيء حدثتكم به، فهو كذب، وأَبو صالح والد سهيل بن أبي صالح، اسمه: ذكوان، ثقةٌ مأمونٌ.
وأما حديث يحيى بن أيوب الذي ذكرناه، فإنه ليس ممن يعتمد عليه، وعنده غير حديثٍ مُنكرٍ.
• وأخرجه أحمد (٢٧٤٣٦) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا إسرائيل، عن سِمَاك، عن رجل، عن أم هانئ، قالت:
«لما كان يوم فتح مكة، جاءت فاطمة حتى قعدت عن يساره، وجاءت أم هانئ فقعدت عن يمينه، وجاءت الوليدة بشراب، فتناوله النبي صَلى الله عَليه وسَلم فشرب، ثم ناوله أم هانئ عن يمينه، فقالت: لقد كنت صائمة، فقال لها: أشيء تقضينه عليك؟ قالت: لا، قال: لا يضرك إذا».
- جعله: سماك، عن رجل (¬١).
• وأخرجه النَّسَائي في «الكبرى» (٣٢٩٣) قال: أخبرنا أحمد بن عثمان، قال: حدثنا عَمرو، عن أسباط، عن سِمَاك، عن رجل، عن يحيى بن جعدة، عن أم هانئ، أنها قالت:

⦗٦٣١⦘
«دخل علي النبي صَلى الله عَليه وسَلم يوم فتح مكة، فأتي بشراب، فشرب منه، ثم ناولها فشربت منه، قالت: إني كنت صائمة، ولكني كرهت أن أرد عليك شرابك، قال: أكنت تقضين؟ لا يضرك».
- جعله: سماك، عن رجل، عن يحيى بن جعدة (¬٢).
---------------
(¬١) المسند الجامع (١٧٣٧٢)، وأطراف المسند (١٢٧٣٨).
(¬٢) المسند الجامع (١٧٣٧٥)، وتحفة الأشراف (١٨٠١٧).
والحديث؛ أخرجه الدارقُطني (٢٢٢٦).

الصفحة 630