كتاب تنوير المقباس من تفسير ابن عباس

{أُولَئِكَ أَصْحَاب النَّار} أهل النَّار {هم فِيهَا خَالدُونَ} فِي النَّار دائمون لَا يموتون وَلَا يخرجُون
ثمَّ ذكر منته على بني إِسْرَائِيل فَقَالَ {يَا بني إِسْرَائِيلَ} يَا أَوْلَاد يَعْقُوب {اذْكروا نِعْمَتِيَ} اشكروا واحفظوا منتي {الَّتِي أَنْعَمت عَلَيْكُم} منت عَلَيْكُم بِالْكتاب وَالرَّسُول والنجاة من فِرْعَوْن وَالْغَرق والمن والسلوى وَغير ذَلِك {وأوفوا بعهدي} أَتموا عهدي فِي هَذَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} أدخلكم الْجنَّة {وَإِيَّايَ فارهبون} فخافوني فِي نقض الْعَهْد وَلَا تخافوا غَيْرِي
{وَآمِنُواْ بِمَآ أَنزَلْتُ} جِبْرِيل بِهِ {مُصَدِّقاً} مُوَافقا بِالتَّوْحِيدِ وَصفَة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ونعته وَبَعض الشَّرَائِع {لِّمَا مَعَكُمْ} من الْكتاب {وَلَا تَكُونُوا أول كَافِر بِهِ} بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن {وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي} بكتمان صفة مُحَمَّد ونعته {ثَمَناً قَلِيلاً} عوضا يَسِيرا من المأكلة {وإياي فاتقون} فخافوني فِي هَذَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
{وَلَا تلبسوا الْحق بِالْبَاطِلِ} وَلَا تخلطوا الْبَاطِل بِالْحَقِّ صفة الدَّجَّال بِصفة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {وَتَكْتُمُواْ الْحق} وَلَا تكتموا الْحق {وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} بكتمانه
ثمَّ ذكر لُزُوم الشَّرَائِع عَلَيْهِم بعد الْإِيمَان فَقَالَ {وَأَقِيمُواْ الصَّلَاة} أَتموا الصَّلَوَات الْخمس {وَآتُواْ الزَّكَاة} أعْطوا زَكَاة أَمْوَالكُم {واركعوا مَعَ الراكعين} صلوا الصَّلَوَات الْخمس مَعَ مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه فِي الْجَمَاعَة
ثمَّ ذكر قصَّة رُؤَسَاء الْيَهُود فَقَالَ {أَتَأْمُرُونَ النَّاس} سفلَة النَّاس بِالْبرِّ بِالتَّوْحِيدِ وَاتِّبَاع مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ} تتركون أَنفسكُم فَلَا تتبعونه {وَأَنْتُمْ تتلون} تقرءون {الْكتاب} عَلَيْهِم {أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} فَلَيْسَ لكم ذهن الإنسانية
{وَاسْتَعِينُوا بِالصبرِ} على أَدَاء فَرَائض الله وَترك الْمعاصِي {وَالصَّلَاة} وبكثرة الصَّلَاة على تمحيص الذُّنُوب {وَإِنَّهَا} يَعْنِي الصَّلَاة {لَكَبِيرَةٌ} لثقيلة {إِلاَّ عَلَى الخاشعين} المتواضعين
{الَّذين يظنون} يعلمُونَ ويستيقنون {إِنَّهُم ملاقوا رَبِّهِمْ} معاينو رَبهم {وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} بعد الْمَوْت
ثمَّ ذكر أَيْضا منته على بني إِسْرَائِيل فَقَالَ {يَا بني إِسْرَائِيل} يَا أَوْلَاد يَعْقُوب {اذْكروا نعمتي} احْفَظُوا منتي {الَّتِي أَنْعَمت عَلَيْكُم} مننت عَلَيْكُم {وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ} بِالْكتاب وَالرَّسُول وَالْإِسْلَام {عَلَى الْعَالمين} على عالمي زمانكم
{وَاتَّقوا يَوْماً} واخشوا عَذَاب يَوْم إِن لم تؤمنوا وتتوبوا من الْيَهُودِيَّة {لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً} لَا تغني نفس كَافِرَة عَن نفس كَافِرَة من عَذَاب الله شَيْئا {وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ} لَا يشفع لَهَا شَافِع {وَلاَ يُؤْخَذُ} لَا يقبل {مِنْهَا عَدْلٌ} فدَاء {وَلاَ هُمْ يُنْصَرُونَ} يمْنَعُونَ من عَذَاب الله
{وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ} من فِرْعَوْن وَقَومه {يسومونكم سوء الْعَذَاب} يعذبونكم بأشد الْعَذَاب ثمَّ ذكر عَذَابه عَلَيْهِم فَقَالَ {يُذَبِّحُونَ أَبْنَآءَكُمْ} صغَارًا {وَيَسْتَحْيُونَ} يستخدمون {نِسَآءَكُمْ} كبارًا {وَفِي ذَلِكُمْ بلَاء} بلية {مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ} عَظِيمَة وَيُقَال نقمة من ربكُم عَظِيمَة
ثمَّ ذكر منَّة النجَاة من الْغَرق وغرق فِرْعَوْن وَقَومه فَقَالَ {وَإِذْ فَرَقْنَا} فلقنا {بِكُمُ الْبَحْر فَأَنجَيْنَاكُمْ}

الصفحة 8