كتاب الانتخاب لكشف الأبيات المشكلة الإعراب

إنائك.
و (ذا) بمعنى صاحب، وهي مضافة إلى إناء، وأضاف الإناء إليه لملابسته له في شربه، كقول أحد حاملي الخشبة لصاحبه: خذ طرفك، أي ما يليك.
و (وأجمع) مؤكد ل (ذا) لأنه معرفة بإضافته إلى المعرفة.
و (حلفه) كقوله:
(والتمر حباً ... )
وأنشد سيبويه للقطامي:
109 - (فكرّت تبتغيه فوافقته ... على دمه ومصرعه السباعا)
وأنشده المبرد:
(فكرت عند فيقتها إليه ... فألفت ... )
ولا إشكال في البيت على هذه الرواية.
في (كرت) ضمير من بقرة وحشيةٍ.
والضمير المنصوب في وافقته ضمير طلاها.
والسباع منصوبة ب (وافقت) أخرى دلّت عليها وافقته، تقديره: فوافقته (21 ب) ووافقت على دمه ومصرعه السباع.
وقال بعض النحويين: في كرّت ضمير الخيل، والسباع بدل من الضمير في وافقته.
قلت: هذا موضع المثل: (وكيف يرحل من ليست له إبل) .
والصحيح ما خبرتك به، لأن قبل هذا البيت:
(كأن نسوع رحلي حين ضمّت ... حوالب غرزاً ومعاً جياعا)
(على وحشيّةٍ خذلت خلوجٍ ... وكان لها طلاً طفلٌ فضاعا)

الصفحة 56