كتاب الفواكه العذاب في الرد على من لم يحكم السنة والكتاب

"والله لو منعوني عقالاً -وفي رواية عناقاً- كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها، فقال عمر: فوالله ما هو إلى أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر لقتال فعرفت أنه الحق، وقد تقدم ذلك مبسوطاً، وذكرنا لفظه في شرح مسلم في "باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا: لا إله إلاّ الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة".
أما علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث صاحب الراية (1) إلى رجل تزوج امرأة أبيه كما رواه الترمذي في سننه حيث قال: "باب ما جاء فيمن تزوج امرأة أبيه". حدثنا أبو سعيد الأشج أخبرنا حفص بن غياث (2) عن أشعث عن عدي بن ثبات عن البراء قال: مرّ بي خالي أبو بردة ومعه لواء فقلت أين تريد؟ فقال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل تزوج امرأة أبيه أن آتيه برأسه، حديث حسن غريب، انتهى (3) .
__________
(1) في "أ" و"ب" "الراية" وفي المطبوعة "البراء".
(2) في "ب" "عثمان".
(3) أخرجه أحمد في مسنده "4/ 295"، وأبو داود في سننه -كتاب الحدود- "4/ 602", كلاهما من طريق مطرف بن طريف عن أبي الجهم مولى البراء عنه.. به وإسناده جيد.
وأخرجه الترمذي في سننه -كتاب الأحكام- "3/ 634", والنسائي في سننه "6/ 109"، وابن ماجة "2/ 869" كلهم من طريق عدي بن ثابت عن البراء فال: مرّ بي خالي فذكر.
وأخرجه أبو داود "4/ 602" من طريق عدي بن ثابت عن يزيد بن البراء عن أبيه قال: لقيت عمي ... فذكره.
وقال الترمذي: وقد روى محمد بن إسحاق هذا الحديث عن عدي بن ثابت عن عبد الله بن يزيد عن البراء ... ، اهـ.
قال وفي الباب عن قرّة المزني.=

الصفحة 87