كتاب رفع الإصر عن قضاة مصر
ومن طريق ابن لهيعة، كان توبة ومن أدركت من القضاة، يقضون بشهادة الرجل وحده على شهادة الرجل الذي أشهده، إن كان قد غاب أو مات. قال ابن لهيعة: وأخبرنا يزيد بن أبي حبيب عن ابن شهاب بمثل ذلك.
ومن طريق ربيعة ابن أخي غوث بن سليمان الحضرمي. قال: كان توبة لا يملك شيئاً إلى وهبه، ووصل به إخوانه وأفضل به عليم، فلما ولي القضاء كان يحجر على السفيه والمبذر، فرفع إليه غلام من حمير لا يحوي بيده شيئاً إلا وهبه.
فأراد أن يحجر عليه فقال له الغلام فمن يحجر عليك فوالله ما نبلغ في أموالنا عشر معشار من تبذيرك فسكت توبة ولم يحجر على أحد بعد.
قال ربيعة: وأنشدني عمَّي لتوبة:
نَشَبِي وما جمَّعتُ من صَفَدٍ ... وَحَوَيْتُ من مالٍ ومن وَلَدِ
هِمم تقاذفت الهمومُ بها ... فَنَزَعْن من بلد إلى بلد
يا رَوْحَ من حَسَمَتْ قناعَتُه ... سببَ المطامع من غدٍ وغَدِ
من لم يكنْ لله متهِماً ... لم يُمْسِ محتاجاً إلى أحد
ومن طريق سعيد بن عفير، قال: مات توبة بن نمر وهو على القضاء في شهر ربيع الآخر سنة عشرين ومائة. فكانت مدة ولايته أربع سنين وشهراً واحداً. ويقال: إنه مرض فاستعفى، وأشار بولاية كاتبه خير بن نعيم.
الصفحة 111
550