كتاب رفع الإصر عن قضاة مصر

المؤذنين إلى غربي المسجد. وبلط زيادة ابن طاهر. وبني
فِي الحذائين سقاية، وبنى الرحبة الملاصقة لدار الضرب، ليتسع الناس بها. وحفر خليج الإسكندرية. ونهى عن تقييد المصايد وأباحها للناس. ومنع من النداء على الجنائز. وصرف القراء الذين يقرؤون القرآن بالألحان، وكشف أمر المصاحف التي في المسجد الجامع، وولى عليها أميناً من جهته. وهو أول من فعل ذلك من القضاة. وترك تلقى الولاة والسلام عليهم.
ولا عَنَ بين رجل وامرأته في الجامع. وضرب الحد في سب عائشة. وقتل نصرانياً سب النبي صلى الله عليه وسلم، بعد أن جلده. وأمر بضرب عنق ساحرين من النصارى.
وهدم مسجداً بناه شخص خراساني بين القبور. ورفع إليه شخص قد حلق شعر رأسه فقال له: أشامي أم عراقي؟ فلقال: كوفي. فقال: أصبت.
وقال عبيدا لله بن محمد القاضي: كان الحارث عدلاً في قضائه، محمود السيرة. وقال أبو الطاهر ابن السرح ما دخل في ولاية الحارث شيء
من الخلل إلا في بيت المال فإن أمره فيه لم يجر إلى استقامة. وقال هارون بن سعيد الأَثِلي: كنا نجلس فنتشاكى أمر ابن أبي الليث، وأنه الآن ينبغي لنا أن نتشاكى أمر الحارث، فإني أشرت عليه ألا يدفع مفتاح البيت المال لغيره. فلم أبرح حتى أخرج المفتاح من القِمَطْر، فدفعه إلى أخيه محمد بن مسكين، وإلى إبراهيم بن أبي أيوب، ليخرجا شيئاً من بيت المال. يعني، فدخل الخلل من جهة اعتماده على غيره.
وقال أبو عمر الكندي: سمعت عبد الكريم بن إبراهيم بن حِبَّان المرادي يقول: سرق إبراهيم بن أبي أيوب من بيت المال ثلاثين ألف دينار، قلت له: كيف علمت هذا؟ قال: والله لقد سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول له غير مرة. قال: وحدثني يحيى بن محمد بن عمروس. قال: حضرت جنازة لآل يوسف

الصفحة 119