كتاب رفع الإصر عن قضاة مصر
ابن عمرو بن يزيد، وحضرها الحارث بن مسكين ويونس بن عبد الأعلى. فأخذ يونس في كلام الزهاد والحكايات عن الصالحين، فبكى بعض أهل المجلس.
وضاق الحارث بن مسكين بذلك، فالتفت إلى يونس في كلام الزهاد والحكايات عن الصالحين، فبكى بعض أهل المجلس.
وضاق الحراث بن مسكين بذلك، فالتفت إلى يونس بن عبد الأعلى برفق، فقال له الحارث: أنت تحسن هذا كله وأنت تصنع ما تصنع! فقال له يونس: أنت قاض. وفي الحديث أن القاضي يذبح بغير سكين.
قال أبو عمر: أخبرني الحسين بن محمد بن هارون الفرضي، قال: حدثني يحيى بن أيوب العلاف، أن يونس بن عبد الأعلى شهد عند الحارث ابن مسكين
بشهادة، فلما انصرف أسقط في يده، وعلم أن أبا بردة أحمد بن سليمان بن برد، ويزيد وعمراً ابني يوسف بن عمرو سيجَرّحونه، فرجع إلى الحارث على الفور فقال: أصلح الله القاضي، إنني شهدت اليوم شهادة في قلبي منها شيء، ولست أحبها. فأوقف الحارث الشهادة. فبلغهم ذلك فأسفوا. وقالوا: أفلت يونس من أيدينا.
ويقال أن رجلاً سأل الحارث في شيء فقال له: من يشهد لك؟ قال محمد ابن عبد الله بن عبد الحكم. فقال له الحارث: قل له إن كان رجلاً فليأت فليشهد. وقال يحيى بن محمد بن عمروس: كنت عند يونس بن عبد الأعلى، والقارئ يقرأ عليه. فدخل رجل فقال: مات يزيد بن يوسف، فصاح أهل المجلس. فقال يونس بن عبد الأعلى: ما بالكم؟ قالوا: مات يزيد بن يوسف. فأطرق ملياً، ثم رفع رأسه فقال: حبذا موت الأعداء بين يديك وأنت تنظر. ثم خرج إلى جنازته وهو راكب حماراً فصلى عليه ولم ينزل عن الحمار.
قال: وأخبرني محمد بنت سعيد بن حفص الفارض، أن رجلاً من أهل العراق نظر إلى سليم الخادم، مولى إبراهيم بن تميم، وكان أسود فقال: ما أعجب أمركم يا أهل مصر، يكون سُلَيْم الأسود مُعَدَّلا، وابن عبد الحكم مجروحاً! فسمعه سليم، فقال: أنا لم أخن أمانتي ولم أدَّع ما ليس لي.
قال: وأخبرني أحمد بن الحارث بن مسكين قال: قَبل أبي الحارثُ شهادة سليم بغير شاهد شهد له وقال: أنا به عارف.
الصفحة 120
550