كتاب رفع الإصر عن قضاة مصر

عيسى بن هَرَوَان، الآتي ذكره، بأرض صاحب مصر محمد بن طُغْج الملقب الإخشيد. وركب إلى الجامع وقرئ عهده بذلك على المنبر ونظر بين الناس في الأحكام وولى وعزل، وأمر ونهى، واستكتب ابنه الحسين بن الحسن: ولم يزل أمره يجري على السَّداد، حتى وقع بينه وبين بكران الصباغ فتوجه بكران إلى دمشق واجتمع
بالإخشيد، وطلب من الحسين بن هروان أن يعزل الحسن بن عبد الرحمن، ويستخلف غيره. ويولي في الأحباس غيره أيضاً. ففوض الحسين أمر الأحباس وتولية قضاء النواحي لبكران، وفوض الحكم لأبي الفضل الكشي.
وكان عزل الحسن بن عبد الرحمن في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة. ومدة ولايته سبعة أشهر. ثم أعيد الحسن بن عبد الرحمن إلى ولاية القضاء بمصر مرة أخرى، كما سيأتي في ترجمة الحسين بن عيسى بن هَروَان إن شاء الله. فمكث يسيراً ثم صرف. وعاش بعد ذلك مدة إلى أن مات في جمادى الآخرة سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة.
وقرأت بخط شيخ شيوخنا قطب الدين الحلبي في تاريخ مصر في ترجمة الحسن بن عبد الرحمن هذا، ما نص (كأنه الذي أرخ أبو إسحاق الحبال وفاته سنة ست عشرة وأربعمائة) كذا قال. وأخطأ في ذلك خطأً فاحشاً، يقتضي أنه لم يقف على ترجمته في أخبار القضاة لابن زولاق، فقد أرخ مولده ووفاته كما نقلته، وبالله التوفيق.
ويحتمل أن يكون الذي أرخ الحبال وفاته ولَدَهُ الحسين بن الحسن بن إسحاق الذي ذكرنا أنه استكتبه لما ولي القضاء، وإن كان عمِّر، أو هو ولد له آخر أو حفيده.
الحسن بن علي بن أحمد المكرمي، يأتي في الحسين الحسين بن علي بن سعد الجلجولي الحسن بن علي بن سلامة، أبو محمد، المعروف بابن العُوْرِيس بضم

الصفحة 128