كتاب رفع الإصر عن قضاة مصر

المهملة وسكون الواو وكسر الراء بعدها ياء آخر الحروف ثم سين مهملة، بلقب القاضي الأعز من المائة السادسة.
كان إسماعيلي المذهب، وولي القضاء في شهر ربيع الأول سنة تسع وخمسين وخمسمائة، ثم أضيف إليه الدعوة، وكان يتمكن من الدولة، فسعى عليه القاضي الجليس، حتى صرف عن قرب، ولزم بيته مدة، وكلما سعى في شيء من المناصب قصده القاضي الجليس، وكانت بينهما عداوة شديدة. وكان معظماً عند الخليفة العاضد، حتى كان ينزل له عن سريره.
ويقال إن علي بن نُجَيَّةَ الواعظ، قصده فأغلق في وجهه الباب، فعاتبوه بسببه فقال: رأيته يلبس الذهب بيده وهو يزعم أنه يعظ الناس.
ويقال إن ابن نُجَيَّةَ هذا، هوا لذي نَمَّ على هذا القاضي، وعلى من اتفق معه على إعادة الدولة الفاطمية، حتى آل أمرهم أن قتلهم السلطان صلاح الدين وصلبهم.
وذكر القاضي جمال الدين ابن واصل في تاريخه الذي قصره على بني أيوب عن القاضي تاج الدين ابن بنت الأعز، أنه حكى له أن ابن العُوْرِيس هذا، رأى في منامه أن المسيح عيسى بن مريم، أخرج رأسه من السماء، فسأله العُوْرِيس: الصَّلبُ حق؟ فقال المسيح: نعم. الصلب حق. فقص ابن العُوْرِيس هذه الرؤيا على بعض العبَّرين. فقال له: الذي رأى هذه الرؤيا يصلب، لأن المسيح معصوم من الكذب، فلا يقول إلى الحق، والله سبحانه وتعالى نفى عنه الصّلب، فرجع الوصف إلى الرائي. فلم يلتفت لقوله. واتفق صدق التعبير وصلب بعد مدة. وكان ذلك في أواخر شعبان. وقيل في ثاني شهر رمضان سنة تسع وستين وخمسمائة وقُتِل هو وعدوه ابن الجليس، وصلبا ودفنا في قبر واحد بالقرافة، وسنذكر القصة في عبد الجبار إن شاء الله.
الحسن بن علي بن عبد الرحمن اليازوري من يَازُور، بتحتانية أوله ثم زاي مضمومة ثم واو ساكنة ثم راء. قرية من أعمال فلسطين. كان أبوه مزارعاً

الصفحة 129