كتاب رفع الإصر عن قضاة مصر

الحرسيين إلى الحوتكة، وأنه أخذ في وضعها من الحرسيين ألف دينار، وأخذ المتولي لديوان المفضل ألف دينار، حتى يجعلها في الديوان.
قال ابن وزير: فحضر عبد الرحمن بن زياد بكتاب الأمين ابن الرشيد إلى العمري يأمره أن يسجل للحرسيين، فدعاهم العمري بالبَيِّنة، أحضروا أهل الحروف من الشرقية وجماعة من بادية الشام، فشهدوا أنهم عرب فسجل له العمري بذلك.
وكان يحيى بن بكير وسعيد بن عفير يقولان: لم يشهد فيه أحد من أهل مصر، وإنما شهد لهم من أحواف مصر وبادية الشام. وفي ذلك يقول يحيى الخولاني من قصيدة:
ومن عَجب الأشياء أن جماعةً ... من القِبط فينا أصبوا قد تعرَّبوا
وقالوا أبونا حَوتَكٌ أبوهمُ ... من القِبط عِلج حبله يَتَذَبْذَبُ
وجاءوا بأجلافِ من الحُوف فادَّعوا ... بأنهم منهم سفاهاً وأجلَبوا
وكان سعيد بن عُفير بذكر عن مالك، أنه كان لا يرى اشتراط المرمَّة في الوقف. قال: فقال لي العمري: لولا المرمَّة، ما بقيت الأحباس لأهلها.
وقال إن النيل توقف في سنة من السنين، فخرج العمري إلى الرمل وبسط يده، ودَعَى وابتهل، فما عاد إلا والماء يجري في أذياله.
وقال أحمد بن يحيى بن الوزير: كان العمري يشدو بأطراف الغناء على طريقة أهل المدينة. ولم يكن بمصر مُسمِعة إلا وركب إليها وسمع غناءها. وهَجَاه يحيى الخولاني بسبب ذلك عدة أهاجي.
وقال فيه معلي الطائي أو غيره:
كم ذا تُطوِّل في قِرَاتِكْ ... والجورُ يضحكُ من صَلاتِكْ
تقضي نهارك بالهَوَى ... وتبيت بين مُغنِّياتكْ
ليتَ الثلاثين التي ... تجري تقوم بمسمعاتكْ
وأتت على صرف الزما ... ن بما ارتشيت من الحواتكْ
إن كنتَ قد ألحقتهم ... بالعُرب زَوِّجْهم بَنَاتك

الصفحة 219