كتاب رفع الإصر عن قضاة مصر

كأني مِن تذُّكرِ أم عَمرِو ... سَرَتْ قَرَقَفٌ صِرف مُدامُ
وقال سعيد بن الهيثم الأيْليّ: لما ولي العمري القضاء بمصر، دخل عليه رجلان فشكيا إليه تخريب مسجد عبد الله، وشهدا عنده أنه مسجد عبد الله بن عمر بن الخطاب. قال: فأمر ببنائه وَرَاجَ عليه ذلك، وأمر أن يصرف فيه ألف دينار تؤخذ منه تَرِكة محفوظ بن سليمان، وكان مات في ذلك الوقت. فبنى بها وجعل له حوانيت غلة له، وذلك في صفر سنة ثمان وثمانين ومائة. قال: وإنما هو مسجد عبد الله بن عبد الملك بن مروان، بناه لما ولي إِمْرة مصر ليستريح فيه أهل تلك الخطة بحسب سؤالهم. فلما ولي صالح بن علي إمْرة مصر رآه فأعجبه، فسأله عنه فقيل له: بناه عبد الله. فقال: أوَبَقي لبني أمية أثر؟ فأمر بهدمه، ثم رمّمه بعض الجيران، بناءً غير طائل، إلى أن قدم العمري.
عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن خلف بن بدر العَلامِي، أبو القاسم ابن قاضي القضاة تاج الدين ابن بنت الأَعَزّ، تقي الدين الشافعي من المائة السابعة.
ولد في ثاني عشر رمضان سنة تسع وثلاثين وستمائة. واشتغل ومَهَر وسمع الحديث من الحافظ رشيد الدين العطار، ومن الحافظ زَكي الدين المنذري وغيرهما. وتعانى الأدب، ونظم الشعر المقبول. روى عنه الحافظ أبو محمد الدمياطي من شعره، وذكره في معجم شيوخه. وروى عنه أيضاً أبو حيان. وتفقه على أبيه وابن عبد السلام وغيرهما. ودرس في عدة مدارس في حياة أبيه. وولي القضاء من قبل المنصور بمصر والوجه القبلي في ربيع الآخر سنة خمس وثمانين. وكان قد باشر نظر الخزانة ودَرْس الصلاحية المجاورة للشافعي، وبالشريفية وبمشهد الحسين. وولي مشيخة سعيد السعداء، ولقب شيخ الشيوخ. وخطب بالجامع الأزهر، وباشر القضاء بالقاهرة لما نقل الخُوَبّي إلى الشام.

الصفحة 222