كتاب رفع الإصر عن قضاة مصر

الخرَّاط. ولد فِي رمضان سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، وقرأ القراءات عَلَى عبد السلام بن عُدَيْسَة. ورحل إِلَى بغداد فتفقه بالنظامية بالأمير مظفر بن أبي الخير التبريزي ورحل إِلَى واسط، فقرأ القرآن عَلَى عبد الله بن منصور ابن الباقلاني. وسمع من أبي الفرج ابن كليب، وابن الجوزي وأبي الفتح ابن المندائي وابن المَعْطُوش، وغيرهم.
ورجع إِلَى دمياط ودرس بِهَا، وولي قضاءها. ثُمَّ ولي قضاء مصر والوجه القبلي.
وكان شيخ الشيوخ صدر الدين، أشار عَلَى الكامل بأن يقسم العملين؛ مصر والوجه القبلي لقاض، والقاهرة والوجه البحري لآخر. ففعل ذَلِكَ بعد موت ابن السكري؛ فَوَلِي ابنُ عين الدولة القاهرة، وابن الخراط مصر. وسمع من جماعة من شيوخها وحدّث، وخرج لَهُ المنذري جزءاً وحدث بِهِ، وحدث عنه فِي معجمه.
ولما صرف القضاء فِي رمضان سنة سبع عشرة، رجع إِلَى دمياط قاضياً واستمر عَلَى ذَلِكَ إلى أن مات فِي ربيع الأول سنة تسع عشرة وستمائة.
عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم بن الحسن بن المهَذَّب.. الشيخ الإِمام العلامة عز الدين السُّلَمِيّ، أصله من المغرب.
ولد بدمشق ونشأ بِهَا، وسمع من البهاء ابن عساكر، وحنبل بن عبد الله، وأبي القاسم الحَرَسْتانِي، وعبد اللطيف بن إسماعيل، وأبي طاهر الخُشُوعِيّ وغيرهم.
روى عنه ابن دقيق العيد، وَكَانَ يعظمه جداً، ويقول فِيهِ: شيخ الإسلام، ويقول فِيهِ: كَانَ من سلاطين العلماء.
وروى عنه أيضاً علاء الدين الباجي، والدمياطي وخرَّج لَهُ أربعين حديثاً من عواليه، وأبو الحسن اليُونيني، وخلائق من المصريين والشاميين، وتفقه فمهر.
وَكَانَ عالي الهمة بعيد الغَوْر فِي فهم العلوم. ودرس وأفتى وصنف وبرع، حَتَّى

الصفحة 239