كتاب رفع الإصر عن قضاة مصر

رفعت إليَّ نحو ستين قصة فِي وظائف التاج. وآخر الأمر، استقر الحال، إِلَى أن التاج يستمر عَلَى النيابة عن عز الدين، ويسافر عز الدين ويجاور، فإذا عاد استمر عَلَى وظيفته، فتكلم شيخون مع السلطان فِي ذَلِكَ،
فأرسل إِلَيْهِ أَزْدَمُر الخازندار بذلك. فلم يزل بِهِ حَتَّى طلع معه يوم الاثنين، فخلع عَلَيْهِ السلطان وأعاده إِلَى المنصب، واستقر التاج عَلَى نيابته. ورجع من كَانَ سعى فِي وظائفه، وسافر القاضي ثُمَّ عاد فِي أول سنة خمس وخمسين. فلما كَانَ فِي شهور سنة تسع وخمسين، وَقَدْ آل الأمر فِي التكلم فِي أمور المملكة إِلَى صرغتمش، كَانَ عنده من عز الدين نفسٌ، فتكلم فِي تولية بهاء الدين ابن عَقِيل، وَكَانَ السبب فِي ذَلِكَ مَا تقدم فِي ترجمة ابن عقيل، فقرر فِي العشر الأخير من جمادى الآخرة سنة تسع وخمسين وسبعمائة، إِلَى أن قبض عَلَى صرغتمش، فصرف ابن عقيل فِي العشر الأخير من شهر رمضان، فكانت ولايته ثمانين يوماً. ثُمَّ أعيد العز ابن جماعة فاستمر إلى أن ولي الوزير فخر الدين ابن قَرَوينة فصار يناكِده فِي الأمور الشرعية، فضجر منه حَتَّى سأل الإِعفاء، فما أجابوه. فمات شخص وَلَهُ وارث ومال، فاحتاط الوزير عَلَى موجوده، فراسله العز بأن هَذَا وارث شرعي. فلم يصغ لقوله فحنق، وعزل نفسه، وأشيع ... .
عبد العزيز بن محمد بن النُّعمان بن محمد بن منصور بن أحمد بن حيُّون المغربي القيرواني، إسماعيلي من المائة الرابعة.
ولد فِي أول ربيع الأول سنة خمس وخمسين وثلاثمائة. وَكَانَتْ ولايته القضاء فِي يوم الخميس السادس عشر من رمضان سنة أربع وتسعين وثلاثمائة، وأضيف إِلَيْهِ
النظر فِي المظالم، وخُلعت عَلَيْهِ الخلع عَلَى العادة، وحمل عَلَى بغلة وقِيدت بَيْنَ يديه ثِنْتان، وحمل بَيْنَ يديه سِفط ثياب، ودخل إِلَى الجامع فحضر فِي موكب حفِل، وقرئ تقليده عَلَى المنبر.

الصفحة 246