كتاب رفع الإصر عن قضاة مصر

ولد فِي شهر رمضان سنة خمس وأربعين وستمائة بحران. وَكَانَ جد أبيه عبد الله قاضياً بِهَا، وقدم الديار المصرية، فسمع بحماة من شيخ الشيوخ عبد العزيز بن محمد الأنصاري عن الحسن بن عرفة، وحدّث بِهِ. وولي القاهرة نظر الخزانة السلطانية ثُمَّ أضيف إِلَيْهِ قضاء الحنابلة، ودرس بالصالحية، وذلك بعد موت عز الدين ابن عوض فِي صفر سنة ست وتسعين فِي سلطنة المنصور لاجين.
وكان مشكور السيرة، حسن الخَلق والخُلق كثير المكارم.
وقال ابن رجب فِي طبقات الحنابلة: كَانَ مزجَى البضاعة فِي العلم. وَلَمْ يزل عَلَى ولايته إِلَى أن مات فِي شهر ربيع الأول سنة تسع وسبعمائة.
عبد الكريم بن عبد الحاكم بن سعيد بن سعيد الفارقي، إسماعيلي من المائة الخامسة، ولد سنة ... وَكَانَ أبوه قاضي طرابلس المغرب وانتقل إِلَى مصر فنشأ ولده واشتغل ومهر.
ثُمَّ ولي القَضَاء فِي خلافة المستنصر بعد صرف عبد الحاكم بن وهيب فِي شهر رمضان سنة ثلاث وخمسين. ثُمَّ أضيفت إِلَيْهِ الوزارة فاستخلف ولده عبدَ الملك أبا الحسن عَلَى الحكم، فنزل إلى الجامع العتيق، وسمع الشهود، ووقَّع فِي جميع الأمور نيابة عن أبيه، ولقب هو الوزير الأجل عميد الرؤساء مجد المعالي كفيل الدين، صفوة أمير المؤمنين.
وهو أول من ولي الوزارة من أهل بيته، قال أبو القاسم ابن مُنْجِب: كَانَ عبد الكريم فاضلاً موصوفاً بالخير. وَكَانَتْ ولايته وولاية ابنه القضاء فِي سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة وصرف عن قرب فِي أول المحرم سنة أربع وخمسين ومات هو فِي الرابع من المحرم منها.
عبد المحسن بن محمد المكرمي تقدم فِي الحسين بن علي.

الصفحة 251