وقيل أنه ولي القضاء بعد أبي الطاهر إسماعيل بن سلامة بعد الأربعين وخمسمائة.
عبد الملك بن عبد الكريم بن عبد الحاكم بن سعيد الفارقي، تقدم ذكره مع أبيه، وهو يكنى أبا الحسن، إسماعيلي من المائة الخامسة.
عبد الملك بن عيسى بن دِرْبَاس بن فِيْر بن جَهْم بن عَبْدُوس الهَذَباني الماراني، نسبة إِلَى قبيلة من الأكراد، يقال لَهَا ماران، بجنب الموصل. أبو القاسم صدر الدين الكردي، شافعي من المائة السادسة.
ولد في أواخر سنة عشر وخمسمائة، وتفقه بأبي سعد بن أبي عصرون، وبأبي الحسن علي بن سليمان المرادي، وسمع منه ومن أبي القاسم الحسن بن الحسين الأسدي
المعروف بابن البُن، ومن أبي القاسم ابن عساكر، ومن علي بن إبراهيم الأنصاري المعروف بابن بنت أبي سعد وغيرهم. وخرّج لَهُ أبو الحسن ابن المفضل أربعين حديثاً، قرأها عَلَيْهِ وأسمعها الناس بقراءته. وسمع هو أيضاً من ابن المفضل.
وكان قبل أن يقدم مصر، مشهوراً بالصلاح والخير والغَزْو وطلب العلم، حَتَّى كانوا يتبركون بآثاره للمرضى، ويُقْصَد لذلك.
ثم برع فِي الفقه، وقدم الديار المصرية مع السلطان صلاح الدين، فقرره فِي القضاء بِهَا فِي جمادى الآخرة سنة ست وستين وخمسمائة، وَكَانَ قبل ذَلِكَ ولي قضاء الغربية، وأضاف إِلَيْهِ القضاء بكثير من البلاد الشامية، وقرر فِيهَا النواب. ثُمَّ أضاف إِلَيْهِ الأحباس، فاستخلف عَلَى الحكم أخاه ضياء الدين عثمان، ثُمَّ استنابه عليّ بن يوسف الدمشقي، وَكَانَ قَدْ قدم الديار المصرية واشتهر بِهَا.
واستمر القاضي صدر الدين عَلَى ولايته مدة السلطان صلاح الدين إِلَى أن مات فِي سنة تسع وثمانين. وسلطنوا ولده العزيز، فاستمر بالقضاء عَلَى ولايته إِلَى أن وقع