كتاب رفع الإصر عن قضاة مصر

وقال أبو القاسم ابن عبد الحكم فِي فتوح مصر: لما صرف أبو الطاهر وتوجه للعراق، سئل عن ذلك فقال: إنما ظننت أتي لا أعفى، ولولا ذَلِكَ مَا استعفيت من مصر، فإنها زاوية صالحة. ولمَّا قدم بغداد ولاّه الرشيد قضاء الجانب الشرقي من بغداد.
وكانت مدة ولايته عَلَى قضاء مصر أربع سنين وأربعة أشهر. وصرف فِي جمادى الأولى سنة أربع وسبعين ومائة ومات ببغداد سنة ست وسبعين. وصلى عَلَيْهِ الرشيد. وفيها أرخه ابن يونس.
عبد الواحد بن عبد الرحمن بن معاوية بن حُدَيْج السَّكُونِيّ. تقدم نسبه فِي ترجمة أبيه يكنى أبا ... من المائة الثانية.
ولد سنة أربع وستين ومائة، وولاه عبد الله بن عبد الملك، القضاء بعد صرف عمران بن عبد الرحمن بن شُرَحْبيل، فِي صفر سنة تسع وثمانين. وَقَدْ ذكر ابن يونس، أنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً أرسله وهو النهي عن أكل الطعام الحار حَتَّى يبرد. رواه عنه الحسين بن هانئ الحضرمي.
قال أبو عمر: كَانَ عمر لما ولي القضاء خمساً وعشرين سنة. فلم يتعلق عَلَيْهِ بشيء.
وقال ابن يونس: أضاف إِلَيْهِ عبد الله بن عبد الملك الشُّرَط، ثُمَّ صرفه قرة بن شريك عن القضاء فِي ربيع الأول سنة تسعين. فكانت مدة ولايته سنة واحدة. وعاش إِلَى أن توفي سنة ثلاث عشرة ومائة. وقيل سنة خمس عشرة. قال ابن يونس.
عبد الوهاب بن الحُسَيْن المهلبي، وجيه الدين ابن أقضى القضاة سديد الدين أبي علي بن أبي القاسم عبد الوهاب بن بركات بن علي بن غياث بن قاسم بن المهلب بن أبي
صُفرة. كذا نسبه بعض الناس، وَقَدْ سقط بَيْنَ قاسم والمهلب أكثر من ثلاثة عشر أباً، إن كَانَ المهلب المشهور. وإن كَانَ آخر يسمى المهلب فلا سقط.

الصفحة 256