كتاب رفع الإصر عن قضاة مصر
وصرف عن القضاء في النصف من جمادى الآخرة سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة فرجع إلى الشام، فدرس بالعذراوية والخاتونية، رافعاً أعلام العلم إلى أن مضى لسبيله في ذي الحجة سنة أربع وأربعين بدمشق.
إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن عبد العظيم بن عبد الأعلى بن عبد الله بن عبد الكبير بن عامر بن كريز - براء ثم زاي مصغراً - ابن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس القرشي العبشمي الكُزَيْزِي البغدادي، من المائة الرابعة، ويكنى أبا محمد. ولد.. ونشأ بدمشق الشام وولى قضاء مصر من قبل أبي يحيى عبد الله بن إبراهيم بن مُكرَم. لعشرين من المحرم.
ولما ولي تَكِين إمرة مصر، أعيد إليها، فصرف أبا الذِّكْر الأسواني، وقرر مكانه أبا محمد الكريزي. وقدم مصر في صفر سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة، فتسلم القضاء من أبي الذكر لاثنتي عشرة ليلة خلت من صفر.
قال ابن ميسر في تاريخه: قدم تَكِين من العراق لعشر بقين من المحرم منها فصرف أبا الذكر، وولي مكانه أبا محمد الكريزي، نيابة عن أبي يحيى ابن مُكْرَم.
قال أبو محمد بن زولاق: لَمْ يكن بالمحمود في ولايته فنظر في الأحكام وتسلم ما في المودع من المال.
وغلب على أمره أبو علي أحمد بن علي بن أبي الحسن الصغير. ولم يكن بالماهر في العلم، ولكن كان يعرف العربية. وكان قد سمع من محمد بن أحمد ابن الجنيد، وغيره، وحدّث. أخرج عنه أبو بكر بن العربي في معجمه.
قال الحسن بن زولاق: تراءى الناس هلال رمضان. وخرج القاضي الكريزي على العادة فرجعوا. فأرسل تكين أمير مصر إلى الكريزي يسأله: (أَيْشٍ صح عندك من الشهر؟ (يعني رمضان. فأجابه: إن الذي صح عندي أن غداً لا من
الصفحة 33
550