كتاب رفع الإصر عن قضاة مصر

الحلبي فمن بعدهم. خرَّج له ابن رافع مشيخةً عنهم وحدث بها. قال القطب: سمعت عليه الجزء الثالث منها، بقراءة المخرّج. وتولى المنصب بعد موت سعد الدين الحارثي في ربيع الأول سنة اثنتي عشرة وسبعمائة. قرأت ذلك بخط القطب الحلبي.
واستمر فيه مدة طويلة إلى أن صرف في نصف جمادى الآخرة سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة. ويقال أن السبب في عزله
أن ولده صدر الدين محمداً، تساهل في بيع الأوقاف، فأفحش في ذلك، حتى قام في إنكار ذلك الأمير بدر الدين جَنْكَلِي ابن البابا، فأعلم السلطان بما يصدر من الصدر المذكور، ومن جمال الدين عبد الله ولد القاضي جلال الدين القزويني، فعزل القاضيين جميعاً.
فأما الجلال فإنه لم ينشب أن ولاه قضاء دمشق، فخرج هو وولده. وأما ابن عوض فتعلق به أصحاب الديون، فوكل به وبولده مدة، حتى صولحوا وأفرج عنهما. واستمر تقي الدين بالقاهرة إلى أن مات في تلك السنة.
وقال الكمال ابن حبيب: تقي وافق اسمه فعله، ووافق علمه فضله. نصر المحق. وعمل الأمر المتسق. ومات سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة.
أحمد بن عيسى بن موسى بن عيسى بن سَلِيم بن سالم بن جميل بن راجح بن كثير بن مظفر بن علي بن عامر القاضي عماد الدين، أبو عيسى العامري الأزرقي
المُقَيْري بقاف مصَغَّر الكركي، من المائة الثامنة. ولد بالكرك في شعبان سنة إحدى أو اثنتين وأربعين وسبعمائة واشتغل بها، وحفظ المنهاج، وقرأ على والده وغيره. وكان أبوه من تلامذة الشيخ تقي الدين السبكي. ومات في سنة ثلاث وستين وسبعمائة. ورحل إلى الشام والقاهرة في طلب الحديث. وسمع بمصر من أبي نعيم ابن الإسْعَردي ويوسف بن محمد الدَّلاصي في آخرين، تجمعهم مشيخته التي خرّجها له أبو زرعة ابن شيخنا العراقي، وسمعتها عليه لما حدّث بها بعد صرفه من القضاء.

الصفحة 66