كتاب رفع الإصر عن قضاة مصر

وفي سنة تسع وأربعمائة، جلس ابن أبي العوام، وقد أمر بإحضار الشهود، وكانوا ألفا وخمسمائة فاسقط منهم في يوم واحد أربعمائة. فتظلموا للحاكم، فقال: الذي عدّلكم هو الذي أسقطكم.
وفي صفر سنة عشر وأربعمائة.
ولما ولي الظاهر ابن الحاكم أقرّ أبا العباس على القضاء.
أحمد بن محمد بن أبي زكريا يحيى بن أبي العوام، أبو عبد الله ابن عم أبي العباس المذكور قبله. حنفي من المائة الخامسة. ولي القضاء بمصر أولاً نيابة عن القاسم بن عبد العزيز بن النعمان، وهو وأبو عبد الله محمد بن سلامة القضاعي. فاتفق أنهما حضرا يشكوان من سوء سيرة القاسم، فدخل القاسم يشكو منهما كثرة مخالفتهما له، فصرفه المستنصر. وقرر اليازوري في القضاء مع الوزارة. وأمره أن يفوض أمر القضاء إليهما. ثم وليه استقلال في حادي عشر شهر رمضان سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة، من قبل المستنصر. وأضيف إليه النظر في المظالم، ودار الضرب، والصلاة والخطابة والأحباس. وخلع عليه وقرئ سجله على منبر القصر. ولقب قاضي القضاة نصير الدولة أمين الأئمة. فباشر ذلك إلى أن مات، في صفر أو في ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة.
أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عطاء الله بن عَوّاض بن نجا بن حمُّود بن نهار بن مؤنس بن محمد بن حاتم الزبيري الإِسكندراني المالكي، ابن التَّنَسِي، بفتح المثناة الفوقانية والنون بعدها مهملة. من المائة التاسعة ناصر الدين ابن جمال الدين. كان ينسب إلى جده لأمه ابن التنسي. ويسوق له نسباً إلى الزبير بن العوام. فيقال في حازم أو حاتم أنه ابن بُبْلَي بن جابر بن هشام ابن عروة بن الزبير بن العوام. وإلى ذلك سار فيه قول صهرهم صديقنا العلامة الأوحد البدر ابن الدماميني من أبيات يصفه فيها.

الصفحة 75