كتاب رفع الإصر عن قضاة مصر
لا والله ما فعلت هذا إلى غَيرة على الملك، فإنك اليوم سلطان نصف الدنيا، وهذه السمكة لا يشتريها إلا ملك، فخفت أن يقال إنك استعظمتها فتركتها، فأردت أن يقال إنك إنما تركتها احتقاراً لها، لأن كاتباً نصرانياً عند كاتب من الكتاب ببابك اشتراها وأحرقها، فيشيع ذلك فيعظم قدر ملكك بين الملوك، فأعجبه ذلك. وأمر له بضعف ثمنها وزاد في أرزاقه.
بدر بن بدر بن عالي وقيل ابن عبد الله بن عالي أبو النجم الخوَافي من المائة الخامسة أصله من خَوَاف بلدة بالمشرق، ولي القضاء بالديار المصرية بعد صرف حسين بن يوسف الرصافي في سنة خمس وتسعين وأربعمائة فلم تطل مدة ولايته حتى صرف في السنة المذكورة واستقر نعمة ابن بشير النابلسي.
بدر بن عبد الله بن عالي، وقيل هو بدر بن عالي والد المذكورة قبله، وهو قول ابن ميسر، وهو مقتضي قول ابن دانيال: ثم ابن بدر وأبو الفضل قضى.
ولي بعد حسين بن يوسف الرصافي.
وقرأت بخط الحافظ قطب الدين: بدر بن عالي بن نصير ذكر في قضاة مصر بعد عبد الله بن مكرم، وذكر أيضاً قبل مجلي بن جميع الأرسوفي. ثم قال ولم أرَ من ذكره غير ابن دانيال، كذا قال. وقد ذكره ابن ميسر، لكن سمي أباه بدراً ورأيت في رجز القاضي بدرِ الدين بن جماعة من نظمه، ما يتقضي أن بدر بن عالي ولي القضاء، وكذا ولده بدر بن بدر.
الصفحة 96
550