كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 1)

ولما سافر إلى العراق، واستقر في الكوفة، كان من أسهلهم في الرأي والقياس (¬1).
ولقد كان لتعلمه في المدرسة المكية الأثر الواضح في بعده عن كثير من الأهواء والبدع، بل كان رحمه الله يقول: ما أدري أيّ النعمتين أعظم، أن هداني للإسلام، أو عافاني من هذه الأهواء (¬2).
يقول الذهبي معلقا على قوله: «الأهواء»: مثل الرفض، والقدر، والتجهم (¬3).
واتضح هذا المنهج في تفسيره أكثر حيث حمل بشدة على المرجئة والقدرية بخاصة وعلى سائر أهل الأهواء بعامة.
والذي تبين من خلال مراجعة تفسيره، سلامته من مخالفة أصول أهل السنة والجماعة في اعتقادهم، وبعده عن كثير من الأهواء والبدع المنتشرة في ذلك الوقت.
فسلم من بدعة الإرجاء، فكان يقول: إن الإيمان يزيد وينقص (¬4)، وإنه قول، وعمل (¬5).
ومما اشتهر من تفسيره ما ورد عنه عند تأويله لقوله سبحانه: {إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} (¬6)، قال: علم من إبليس المعصية وخلقه لها (¬7). وفي رواية أخرى: وعلم
¬__________
(¬1) تأويل مختلف الحديث (74).
(¬2) السير (4/ 455).
(¬3) السير (4/ 455).
(¬4) رواه عبد الله ابن الإمام أحمد في السنة (83)، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (5/ 951) 1727.
(¬5) المرجع السابق (5/ 952) 1728.
(¬6) سورة البقرة: آية (30).
(¬7) تفسير الطبري (1/ 479477) 637628، وتفسير ابن أبي حاتم (1/ 114) 338، وشرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/ 546) 959، وزاد المسير (1/ 16) والبحر المحيط (1/ 145).

الصفحة 102