كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 2)

تعارضت أحيانا، وقد شملت أول ما نزل مطلقا، أو من بين السور، أو أول آية من السورة، أو أول ما نزل بالمدينة، وأول ما نزل في قصة، أو حكم ما، وكذلك الأمر بالنسبة لآخر ما نزل.
فمما قيل: إنه أول ما نزل مطلقا:
ما جاء عن مجاهد أنه {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} (¬1)، وعن ابن جبير مثله (¬2)، وقيل: أول ما نزل {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، جاء عن الحسن وعكرمة (¬3).
وبالنسبة لأول ما نزل من سورة معينة:
جاء عن مجاهد: أول ما نزل من براءة: {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ} (¬4).
ولقد اهتم التابعون كذلك بأوائل القضايا الخاصة، ولا سيما الجهاد والقتال، لما يترتب عليه من معرفة الناسخ والمنسوخ في هذه القضية الهامة.
فعن قتادة قال: إنها قوله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلى َ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} (¬5)، وعن زيد بن أسلم نحوه (¬6)، وخالف الربيع فقال: هي قوله:
¬__________
(¬1) سورة العلق: آية (1).
(¬2) فضائل القرآن لأبي عبيد (220)، والمصنف لابن أبي شيبة (1/ 541)، وأنساب الأشراف (108)، ودلائل النبوة (7/ 144)، والإتقان (1/ 23).
(¬3) وأسباب النزول ص (6)، وزاد المسير (1/ 5)، والزيادة والإحسان (1/ 240) النوع التاسع، تحقيق محمد صفا.
(¬4) سورة التوبة: آية (25)، والأثر أخرجه الطبري (14/ 270) 16759، وينظر زاد المسير (3/ 388)، وأورده السيوطي في الدر، وعزاه إلى ابن أبي شيبة، وسنيد، وابن حرب، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن مجاهد به (4/ 158).
(¬5) سورة الحج: آية (39)، والأثر أخرجه الطبري في التفسير (17/ 173)، وينظر زاد المسير (5/ 436).
(¬6) تفسير ابن كثير (3/ 218)، وفتح القدير (3/ 457).

الصفحة 1052