كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 2)

{وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} (¬1)، ومثله ما جاء عن سعيد بن جبير (¬2)، وخالفه مسلم بن صبيح فقال: أول ما نزل من براءة {انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالًا} (¬3)، وعن أبي الضحى مثله (¬4).
وعن سعيد بن جبير قال: أول ما نزل من سورة آل عمران {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ} (¬5)، ثم أنزل بقيتها يوم أحد (¬6).
وأما أول ما نزل بالمدينة: فقد جاء عن جمهور التابعين أنها سورة البقرة، جاء ذلك عن الحسن، ومجاهد، وعكرمة، وقتادة، وغيرهم (¬7)، وذكر الحافظ في الفتح الاتفاق على ذلك (¬8).
وقد اهتم مجاهد بمعرفة ترتيب السور فقال: أول ما أنزل (اقرأ)، ثم (نون) (¬9)، وفي رواية عنه قال: (تبّت)، ثم (التكوير)، ثم (سبح)، ثم (ألم نشرح)، ثم (العصر) ثم (الفجر) ثم (الضحى) (¬10).
ومعرفة أول ما نزل وترتيب نزول السور يعطي كذلك تصورا واضحا عن المنهج
¬__________
(¬1) سورة البقرة: آية (190). وينظر الأثر في تفسير الطبري (3/ 561) 3089، وتفسير البغوي (1/ 161).
(¬2) أحكام القرآن للجصاص (1/ 257)، وزاد المسير (1/ 197)، وفتح القدير (1/ 191).
(¬3) سورة التوبة: آية (41).
(¬4) تفسير الطبري (14/ 269) 16757، 16758، وزاد المسير (3/ 389).
(¬5) سورة آل عمران: آية (138).
(¬6) الإتقان (1/ 16)، وفتح القدير (1/ 387).
(¬7) زاد المسير (1/ 20)، والدر المنثور (1/ 46)، وفتح القدير (1/ 27).
(¬8) فتح الباري (8/ 160).
(¬9) أنساب الأشراف (108)، والكشاف (4/ 270)، والمصنف لابن أبي شيبة (1/ 541)، وفتح الباري (10/ 343).
(¬10) الفهرست (36)، ومن الغريب أن ابن النديم لم يذكر سورة العلق في أوائل ما نزل.

الصفحة 1053