بعدها حرام، ولا حلال، ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمات (¬1).
ولعل المراد به معظم الفرائض، وإلا فآيات الدين، والربا، والكلالة، مما نزل بالمدينة بعد ذلك، وهي في الأحكام (¬2).
وقيل: آخر ما نزل: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} (¬3).
جاء هذا عن السدي أيضا، ولعله أراد آخر ما نزل من سورة براءة.
وعن الحسن: إن أحدث القرآن عهدا بالله وفي لفظ بالسماء هاتان الآيتان:
{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} (¬4) إلى آخر السورة (¬5).
وجاء عن البراء بن عازب أن آخر آية نزلت: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} (¬6)، وقد يكون هذا باعتبار ما بلغه أو آخر آيات الميراث.
وأما آخر السور التي نزلت: فقد جاء عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: قال لي ابن عباس: تعلم آخر سورة نزلت من القرآن، نزلت جميعا قلت: نعم {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ} (¬7) قال:
صدقت (¬8).
¬__________
(¬1) تفسير الطبري (9/ 518)، وتفسير القرطبي (3/ 2058).
(¬2) الإتقان (1/ 106).
(¬3) سورة التوبة: آية (129).
(¬4) ينظر البرهان (1/ 209).
(¬5) سورة التوبة: آية (128، 129).
(¬6) سورة النساء: آية (176)، والحديث أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الفرائض، باب آخر آية أنزلت آية الكلالة (3/ 1236).
(¬7) سورة النصر: آية (1).
(¬8) صحيح مسلم، كتاب التفسير (4/ 2319) 3024، والمعجم الكبير للطبراني (10/ 369)